للتعظيم ﴿فَأُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ﴾؛ أي (١): الناجون غدا من عذاب الله، والفائزون بجزيل ثوابه.
أي: فمن رجحت موازين أعماله بالإيمان وكثرت الحسنات.. فأولئك هم الفائزون بالنجاة من العذاب، والحائزون للنعيم في دار الثواب
٩ - ﴿وَمَنْ خَفَّتْ﴾ ونقصت ﴿مَوازِينُهُ﴾؛ أي: حسناته، أو موازين أعماله الحسنة بسبب الكفر وكثرة المعاصي ﴿فَأُولئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا﴾ وغبنوا ﴿أَنْفُسَهُمْ﴾ وحرموها سعادتها، وحظوظها من جزيل ثواب الله تعالى وكرامته ﴿بـ﴾ سبب ﴿ما كانُوا بِآياتِنا يَظْلِمُونَ﴾؛ أي: يجحدون؛ أي: بسبب كفرهم وجحودهم، وتكذيبهم بمحمد ﷺ وبالقرآن؛ وهم الكفار، يعني (٢): سبب ذلك الخسران أنهم كانوا بحجج الله وأدلة توحيده يجحدون ولا يقرون بها.
والمعنى: ومن خفت موازين أعماله بسبب خفة الحسنات في الميزان أو بسبب الأعمال التي لا اعتداد بها في الوزن، أو بسبب كفره وكثرة ما اجترح من السيئات.. فأولئك الموصوفون بخفة الموازين هم الذين خسروا أنفسهم بسبب تكذيبهم بآياتنا؛ إذ حرموها السعادة التي كانت مستعدة لها لو لم يفسدوا فطرتها بالكفر والمعاصي، وإصرارهم على ذلك إلى نهاية أعمارهم.
والخلاصة (٣): أن المؤمنين على تفاوت درجاتهم في الأعمال هم المفلحون، فمن مات مؤمنا فهو مفلح، وإن عذب على بعض ذنوبه بمقدارها، وإن الكافرين على تفاوت دركاتهم هم في خسران عظيم، وهناك فريق ثالث استوت حسناتهم وسيئاتهم، وهم أصحاب الأعراف، وسيأتي ذكرهم بعد.
والحكمة في وضع ذلك الميزان (٤): أن يظهر ذلك الرجحان لأهل الموقف، فإن كان ظهور الرجحان في طرف الحسنات ازداد سروره بسبب ظهور فضله، وكمال درجته لأهل الموقف، فإن كان ظهور الرجحان في طرف السيئات، فيزداد حزنه وخوفه في الموقف.

(١) الخازن.
(٢) الخازن.
(٣) المراغي.
(٤) المراح.


الصفحة التالية
Icon