الناهية، والجملة معطوفة على جملة قوله: ﴿اتَّبِعُوا﴾. ﴿مِنْ دُونِهِ﴾: جار ومجرور ومضاف إليه متعلق بـ ﴿لا تَتَّبِعُوا﴾، أو متعلق بمحذوف حال من ﴿أَوْلِياءَ﴾ لأنه صفة نكرة قدمت عليه، وإليه ميل الزمخشري، لأنه قال في «تفسيره» أي: لا تتولوا من دونه أحدا من شياطين الإنس والجن؛ ليحملوكم على الأهواء والبدع. ﴿قَلِيلًا﴾: صفة لمصدر محذوف، أي: تذكرا قليلا تذكرون، أو صفة لظرف زمان محذوف أيضا؛ أي: زمانا قليلا تذكرون، فالمصدر، أو الظرف منصوب بالفعل بعده. و ﴿ما﴾: زائدة زيدت لتأكيد القلة. ﴿تَذَكَّرُونَ﴾: فعل وفاعل، والجملة مستأنفة، أو في محل النصب حال من فاعل ﴿وَلا تَتَّبِعُوا﴾؛ أي: ولا تتبعوا من دونه أولياء حالة كونكم متذكرين قليلا؛ أي: غير متذكرين أصلا.
﴿وَكَمْ مِنْ قَرْيَةٍ أَهْلَكْناها فَجاءَها بَأْسُنا بَياتًا أَوْ هُمْ قائِلُونَ (٤)﴾.
﴿وَكَمْ﴾ ﴿الواو﴾: استئنافية. ﴿كَمْ﴾: خبرية بمعنى عدد كثير، ولم ترد في القرآن إلا خبرية في محل النصب مفعول مقدم وجوبا؛ لكونه مما يلزم الصدارة حملا على الاستفهامية لفعل محذوف يفسره الفعل المذكور بعدها تقديره: وكم من قرية أهلكنا أهلكناها، أو في محل الرفع مبتدأ مبني على السكون لشبهها بالحرف شبها معنويا؛ لشبهها برب التكثيرية، أو لشبهها بالحرف شبها وضعيا. ﴿مِنْ﴾: زائدة. ﴿قَرْيَةٍ﴾: تمييز لـ ﴿كَمْ﴾ منصوب بها، وعلامة نصبه فتحة مقدرة. ﴿أَهْلَكْناها﴾: فعل وفاعل ومفعول، والجملة الفعلية في محل الرفع خبر المبتدأ، أو جملة مفسرة للفعل المحذوف، والجملة الاسمية أو الفعلية المحذوفة مستأنفة. ﴿فَجاءَها﴾: ﴿الفاء﴾: حرف عطف وترتيب، ﴿جاءها﴾ فعل ومفعول. ﴿بَأْسُنا﴾: فاعل ومضاف إليه، والجملة معطوفة على جملة ﴿أَهْلَكْناها﴾. ﴿بَياتًا﴾: حال من مفعول ﴿جاء﴾، ولكنه بعد تأويله بمشتق تقديره: حال كونهم بائتين. ﴿أَوْ﴾: حرف عطف وتنويع. ﴿هُمْ قائِلُونَ﴾: مبتدأ وخبر، والجملة في محل النصب معطوفة على بياتا على كونها حالا من مفعول ﴿جاء﴾ تقديره: أو حالة كونهم قائلين.
﴿فَما كانَ دَعْواهُمْ إِذْ جاءَهُمْ بَأْسُنا إِلَّا أَنْ قالُوا إِنَّا كُنَّا ظالِمِينَ (٥)﴾.