﴿وَجَعَلْنا لَكُمْ فِيها مَعايِشَ﴾ بالياء (١) باتفاق السبعة، وإن قرىء شاذا بالهمزة، وليس كصحائف؛ لأن المد فيه زائد؛ لأنه من صحف بخلاف معيشة، فإن المد فيها أصلي؛ لأنه من عاش يعيش عيشا ومعاشا وعيشة ومعيشة ومعيشا. قال رؤبة:

إليك أشكو شدّة المعيش وجهد أيّام نتفن ريشي
فأصل معيشة معيشة كمكرمة، أو معيشة كمنزلة، أو معيشة كمتربة، فالياء فيه أصلية على كل حال، وقد قال في «الخلاصة»:
والمد زيد ثالثا في الواحد همزا يرى في مثل كالفلائد
وياء معيشة عين الكلمة، ثم إنه على الوجه الأول قلبت ضمة الياء كسرة، ثم نقلت للعين، وعلى الثاني نقلت كسرة الياء إلى العين، والوجه الثالث لا صحة له في التصريف. اه من «السمين».
وفي «المصباح»: عاش يعيش عيشا - من باب سار - صار ذا حياة، فهو عائش، والأنثى عائشة، وعيّاش أيضا مبالغة، والمعيش والمعيشة مكسب الإنسان الذي يعبش به، والجمع معايش هذا على قول الجمهور أنه من عاش، فالميم زائدة، ووزن معايش مفاعل، فلا يهمز، وبه قرأ السبعة، وقيل: إنه من معش، فالميم أصلية، ووزن معيش ومعيشة فعيل وفعيلة، ووزن معائش فعائل، فيهمز كصحائف، وبه قرأ أبو جعفر المدني والأعرج. اه.
وفي «القاموس»: العيش الحياة، يقال: عاش يعيش عيشا ومعاشا ومعيشة وعيشة - بالكسر - وعيشوشة، والعيش أيضا الطعام وما يعاش به والخبز، والمعيشة أيضا ما يتعيش به من المطعم والمشرب، وما تكون به الحياة، وما يعاش به وفيه، والجمع معايش، والمتعيش من له بلغة من العيش. اه.
﴿وَلَقَدْ خَلَقْناكُمْ﴾ الخلق: التقدير (٢)، يقال: خلق الخياط الثوب إذا قدره قبل قطعه، وخلق الله الخلق أوجدهم على تقدير أوجبته الحكمة.
(١) الفتوحات البحر المحيط.
(٢) المراغي.


الصفحة التالية
Icon