الذي تخرجه الشجرة سواء أكل أو لا، فيقال: ثمر الأراك وثمر النخل والعنب.
﴿إِلَّا نَكِدًا﴾ والنكد: كل شيء خرج إلى طالبه بتعسر يقال: رجل نكد - بفتح الكاف وكسرها - وناقة نكداء خفيفة الدر صعبة الحلب. وفي «المصباح»: نكد نكدا - من باب تعب - فهو نكد تعسر، ونكد العيش نكدا اشتد وعسر. اه. وفي «القاموس»: نكد عيشهم - كفرح - اشتد وعسر، والبئر قل ماؤها، ونكد زيد حاجة عمرو - كنصر - منعه إياها، ونكد فلانا منعه ما سأله، أو لم يعطه إلا أوله اه. ونكد الرجل (١): سئل إلحافا وأخجل، قال الشاعر:
وأعط ما أعطيته طيّبا | لا خير في المنكود والنّاكد |
البلاغة
وقد تضمنت هذه الآيات ضروبا من البلاغة والفصاحة والبيان والبديع:
فمنها: المقابلة في قوله: ﴿وَنادى أَصْحابُ الْجَنَّةِ أَصْحابَ النَّارِ﴾ لأنه قابل الجمع بالجمع، والقاعدة: أن الجمع إذا قوبل بالجمع يوزع الفرد على الفرد، فكل فريق من أهل الجنة ينادي من كان يعرفه من الكفار في دار الدنيا.
ومنها: المشاكلة في قوله: ﴿ما وَعَدَ رَبُّكُمْ﴾ لأنه عبر عن الوعيد بالوعد لمشاكلة ما قبله.
ومنها: التعبير بالماضي عما في المستقبل، في قوله: ﴿وَنادى﴾ إشعارا بتحقق وقوعه؛ لأن النداء إنما يكون في الآخرة.
ومنها: جناس الاشتقاق في قوله: ﴿فَأَذَّنَ مُؤَذِّنٌ﴾. وفيه أيضا الإبهام إفادة
(١) البحر المحيط.