هما. ﴿يُرِدِ﴾ فعل مضارع مجزوم بـ ﴿مَنْ﴾ على كونه فعل شرط لها، وفاعله ضمير يعود على ﴿الله﴾. ﴿أَنْ يُضِلَّهُ﴾: ناصب وفعل ومفعول، وفاعله ضمير يعود على ﴿اللَّهُ﴾، والجملة في تأويل مصدر منصوب على المفعولية تقديره: ومن يرد إضلاله. ﴿يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا﴾: فعل ومفعولان مجزوم بـ ﴿مَنْ﴾ الشرطية على كونه جوابا لها. ﴿حَرَجًا﴾: صفة ﴿ضَيِّقًا﴾، وفاعله ضمير يعود على ﴿اللَّهُ﴾، وجملة ﴿مَنْ﴾ الشرطية في محل النصب معطوفة على جملة ﴿من﴾ الأولى. ﴿كَأَنَّما﴾ ﴿كأن﴾: حرف نصب وتشبيه، ولكن بطل عملها لدخول ﴿ما﴾ الكافة عليه. ﴿ما﴾ كافة لكفها ما قبلها عن العمل فيما بعدها. ﴿يَصَّعَّدُ﴾: فعل مضارع مرفوع، وفاعله ضمير يعود على من يرد إضلاله. ﴿فِي السَّماءِ﴾: متعلق بـ ﴿يَصَّعَّدُ﴾، وجملة التشبيه إما مستأنفة، أو في محل النصب حال من الضمير المستتر في ﴿ضَيِّقًا﴾. ﴿كَذلِكَ﴾: جار ومجرور صفة لمصدر محذوف تقديره: جعلا مثل جعل صدر من يرد إضلاله ضيقا. ﴿يَجْعَلُ اللَّهُ﴾: فعل وفاعل، والجملة مستأنفة. ﴿الرِّجْسَ﴾: مفعول أول. ﴿عَلَى الَّذِينَ﴾: جار ومجرور في محل المفعول الثاني إن كان جعل بمعنى يصير، والتقدير: يصير الله الرجس مستعليا عليهم محيطا بهم، ومتعلق به إن كان بمعنى يلقي؛ لأنه يتعدى حينئذ إلى مفعول واحد، والمعنى كذلك يلقي الله العذاب على الذين لا يؤمنون. وجملة ﴿لا يُؤْمِنُونَ﴾: صلة الموصول لا محل لها من الإعراب.
﴿وَهذا صِراطُ رَبِّكَ مُسْتَقِيمًا قَدْ فَصَّلْنَا الْآياتِ لِقَوْمٍ يَذَّكَّرُونَ (١٢٦)﴾.
﴿وَهذا صِراطُ رَبِّكَ﴾: مبتدأ وخبر ومضاف إليه، والجملة مستأنفة. ﴿مُسْتَقِيمًا﴾: حال من ﴿صِراطُ﴾، والعامل فيه اسم الإشارة باعتبار ما فيه من معنى الفعل، فإنه في معنى أشير، فهو على حد قول ابن مالك:

وعامل ضمّن معنى الفعل لا حروفه مؤخّرا لن يعملا
وهي حال مؤكدة لصاحبها لا مبينة؛ لأن صراط الله لا يكون إلا مستقيما. ﴿قَدْ فَصَّلْنَا الْآياتِ﴾ فعل وفاعل ومفعول، والجملة مستأنفة. ﴿لِقَوْمٍ﴾: متعلق بـ ﴿فَصَّلْنَا﴾، وجملة ﴿يَذَّكَّرُونَ﴾ صفة ﴿لِقَوْمٍ﴾.


الصفحة التالية