" أولئك " مد المتصل وقد سبق بيان مذاهب القراء العشرة فيه مستوفي. ولو وقف عليه حمزة يكون له فيه وجهان بالنسبة للهمزة الثانية، وهما تسهيلها مع المد والقصر.
" وأولئك " مثل الأول غير أن لحمزة أربعة أوجه عند الوقف عليه: تحقيق الهمزة الأولى أو تسهيلها بين الهمزة والواو، وعلى كل منهما تسهيل الثانية مع المد والقصر.
" عليهم ءأنذرتهم أم " قرأ قالون بخلف عنه والمكي وأبو جعفر بصلة ميم عليهم وءأنذرتهم وصلا ونظرًا لوجود الهمزة يكون المد عند هؤلاء الواصلين مدا منفصلا فيكون للمكي وأبي جعفر فيه القصر قولا واحدا، ويكون فيه لقالون القصر والمد وقد عرفت مقدار المد المنفصل عنده على المذهبين السابقين، وقرأ ورش كذلك بالصلة ولكن مع المد المشبع لأنه يمد المنفصل كذلك كما تقدم.
وقرأ حمزة ويعقوب بضم الهاء من عليهم وصلا ووقفا، والباقون بكسرها. وقرأ قالون وأبو عمرو وأبو جعفر بتسهيل الهمزة الثانية بينها وبين الألف مع إدخال ألف بينهما. وقرأ ابن كثير ورويس بتسهيل الثانية من غير إدخال، ولورش وجهان: الأول مثل المكي ورويس والثاني إبدالها ألفا، وحينئذ يلتقي ساكنان هذه الألف والنون التي بعدها فيمد مدا مشبعا بقدر ثلاث ألفات ولهشام وجهان كذلك وهما التحقيق والتسهيل مع الإدخال في كل منهما، وقرأ الباقون بالتحقيق بدون إدخال، وقرأ خلف عن حمزة بخلف عنه بالسكت على ميم عليهم وعلى ميم ءأنذرتهم، وصلا ووقفا، والسكت يكون من غير تنفس وهذا مذهبه في كل ساكن وقع آخر كلمة وأتت بعده همزة. وإذا وقف حمزة على ءأنذرتهم وحدها، كان له فيها وجهان تسهيل الهمزة الثانية وتحقيقها. أما إذا وقف على " عليهم ءأنذرتهم " فيكون لخلف أربعة أوجه السكت وتركه وعلى كل تسهيل الهمزة الثانية وتحقيقها. ويكون لخلاد وجهان فقط وهما تسهيل الهمزة وتحقيقها إذ لا سكت عنده.
واعلم أن حمزة لا نقل له في ميم الجمع في نحو ءأنذرتهم أم، بل له فيه وفي أمثاله التحقيق لخلف وخلاد، والسكت لخلف وحده كما تقدم.
[تتميم] المد الذي يكون بين الهمزتين عند من يمد مقداره ألف واحدة أي حركتان فقط وقد ذهب بعض العلماء إلى أن هذا المد من قبيل المد المتصل نظرا لوجود شرط المد وهو الألف وسببه وهو الهمز في كلمة واحدة. ولكن جمهور العلماء والمحققين على عدم الاعتداد بهذه الألف لأنها عارضة، وإنما أتى بها لتكون حاجزة بين الهمزتين ومبعدة لإحداهما عن الأخرى لصعوبة النطق بهمزتين متلاصقتين، فتأمل.
" غشاوة لهم " و " من يقول " قرأ خلف عن حمزة بإدغام التنوين في الواو، وإدغام النون الساكنة في الياء من غير غنة، وقرأ الباقون بالإدغام مع الغنة.
" آمنا بالله وباليوم الآخر " في كل من آمنا والآخر مد بدل وإن كان الأول محققا والثاني مغيرا بالنقل، والمعتمد وجوب التسوية بينهما وعدم التفرقة فيقصران معا ويوسطان ويمدان كذلك


الصفحة التالية
Icon