عن النبي ﷺ أنه كان إذا حزبه أمر صلى (١) ؛ ويؤيد ذلك اشتغاله لله في العريش يوم بدر بالصلاة، ومناشدة ربه بالنصر (٢).
فإن قال قائل: كيف تكون الصلاة عوناً للإنسان؟
فالجواب: تكون عوناً إذا أتى بها على وجه كامل. وهي التي يكون فيها حضور القلب، والقيام بما يجب فيها أما صلاة غالب الناس اليوم فهي صلاة جوارح لا صلاة قلب؛ ولهذا تجد الإنسان من حين أن يكبِّر ينفتح عليه أبواب واسعة عظيمة من الهواجيس التي لا فائدة منها؛ ولذلك من حين أن يسلِّم تنجلي عنه، وتذهب؛ لكن الصلاة الحقيقية التي يشعر الإنسان فيها أنه قائم بين يدي الله، وأنها روضة فيها من كل ثمرات العبادة لا بد أن يَسلوَ بها عن كل همّ؛ لأنه اتصل بالله عزّ وجلّ الذي هو محبوبه، وأحب شيء إليه؛ ولهذا قال النبي ﷺ "جعلت قرة عيني في الصلاة" (٣) ؛ أما الإنسان
_________
(١) أخرجه أحمد ٥/٣٨٨، حديث رقم ٢٣٦٨٨؛ وأخرجه أبو داود ص١٣٢١، كتاب الصلاة، باب ٢٢: وقت قيام النبي ﷺ من الليل، حديث رقم ١٣١٩، ومدار الحديث على محمد بن عبد الله بن أبي قدامة الدؤلي، قال الذهبي: "ما أعلم روى عنه غير عكرمة بن عمار". ميزان الاعتدال (٣/٥٩٥) رقم ٧٧٤٧، وأقره الحافظ في تهذيب التهذيب ٩/٢٤١، وقال شعيب الأرناؤوط في تحرير التقريب: "مجهول"، تفرد بالرواية عنه عكرمة بن عمار اليمامي ولم يوثقه أحد ٣/٢٧٢، وقال الحافظ في الفتح: أخرجه أبو داود بإسناد حسن ٣/١٧٢.
(٢) راجع البخاري ص٢٣٤، كتاب الجهاد، باب ٨٩: ما قيل في درع النبي ﷺ والقميص في الحرب، حديث رقم ٢٩١٥؛ ومسلماً ص٩٩٠، كتاب الجهاد، باب ١٨: الإمداد بالملائكة في غزوة بدر وإباحة الغنائم، حديث رقم ٤٥٨٨ [٥٨] ١٧٦٣؛ والسيرة النبوية لابن هشام ٢/١٩٦.
(٣) أخرجه أحمد ٣/١٢٨، حديث رقم ١٢٣١٨؛ وأخرجه النسائي ص٢٣٠٧، كتاب عشرة النساء، باب ١: حب النساء، حديث رقم ٣٣٩١، وقال الألباني في صحيح النسائي: حسن صحيح ٣/٥٧، حديث رقم ٣٩٤٩.