ولكونها أصلية صُرف الاسم بتنوين، كما في قوله تعالى: ﴿ويتبع كل شيطان مريد﴾ [الحج: ٣] ؛ ولو كانت النون والألف زائدتان منعت من الصرف؛ لأن الألف والنون إذا كانتا زائدتين في عَلَم؛ أو وصف فإنه يُمنع من الصرف؛ وأما إذا كانتا زائدتين في غير علم، ولا وصف فإنه لا يمنع من الصرف..
قوله تعالى: ﴿إنا معكم﴾ أي صحب مقارنون لكم تابعون لكم؛ ﴿إنما نحن مستهزئون﴾ أي ما نحن إلا ساخرون بالمؤمنين: نظهر لهم أنا مسلمون لنخادعهم..
. ﴿١٥﴾ قوله تعالى: ﴿الله يستهزئ بهم﴾ أي يسخر تبارك وتعالى بهم بما أملى لهم، وكفّ أيدي رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأصحابه عن قتلهم. مع أنهم في الآخرة في الدرك الأسفل من النار..
قوله تعالى: ﴿ويمدهم في طغيانهم يعمهون﴾ ؛ الطغيان مجاوزة الحد، كقوله تعالى: ﴿إنا لما طغا الماء حملناكم في الجارية﴾ [الحاقة: ١١] ؛ و "العَمَه" الضلال؛ والمعنى أن الله يبقيهم ضالين في طغيانهم؛ واعلم أن بين "يَمد" الثلاثي، و"يُمد" الرباعي فرقاً؛ فالغالب أن الرباعي يستعمل في الخير، والثلاثي في الشر؛ قال الله تعالى: ﴿ونمد له من العذاب مداً﴾ [مريم: ٧٩] : وهذا في الشر؛ وقال تعالى: ﴿وأمددناهم بفاكهة ولحم مما يشتهون﴾ [الطور: ٢٢] : وهذا في الخير؛ وهنا قال تعالى: ﴿ويَمدهم﴾ : فهو في الشر..
الفوائد:
. ١ من فوائد الآيتين: ذلّ المنافق؛ فالمنافق ذليل؛ لأنه خائن؛ فهم ﴿إذا لقوا الذين آمنوا قالوا آمنا﴾ خوفاً من المؤمنين؛