تنجو منه! وكذلك الذين يجعلون أصابعهم في آذانهم من الصواعق لا يسلمون بهذا؛ إذا أراد الله تعالى أن يصيبهم أصابهم؛ ولهذا قال تعالى: ﴿والله محيط بالكافرين﴾، فلن ينفعهم الحذر..
. ﴿٢٠﴾ ولما بَيَّن الله شدة الصوت، وأنهم لفرارهم منه، وعدم تحملهم إياه يجعلون أصابعهم في آذانهم بَيَّن شدة الضوء عليهم، فقال تعالى: ﴿يكاد البرق يخطف أبصارهم﴾ أي يقرب أن يخطف أبصارهم. أي يأخذها بسرعة، فتعمى؛ وذلك لقوته، وضعف أبصارهم..
قوله تعالى: ﴿كلما أضاء لهم مشوا فيه﴾ ؛ فكأنهم ينتهزون فرصة الإضاءة، ولا يتأخرون عن الإضاءة طرفة عين؛ كلما أضاء لهم. ولو شيئاً يسيراً. مشوا فيه..
قوله تعالى: ﴿وإذا أظلم عليهم﴾ أي أصابهم بظلمة؛ وذلك أن الضوء إذا انطفأ بسرعة اشتدت الظلمة بعده؛ ﴿قاموا﴾ أي وقفوا..
قوله تعالى: ﴿ولو شاء الله لذهب بسمعهم وأبصارهم﴾ دون أن تحدث الصواعق، ودون أن يحدث البرق؛ لأن الله على كل شيء قدير؛ فهو قادر على أن يُذهب السمع والبصر بدون أسباب: فيذهب السمع بدون صواعق، والبصر بدون برق؛ ﴿إن الله على كل شيء قدير﴾..
هذا المثل ينطبق على منافقين لم يؤمنوا أصلاً؛ بل كانوا كافرين من قبل، كاليهود؛ لأن المنافقين منهم عرب من الخزرج، والأوس؛ ومنهم يهود من بني إسرائيل؛ فاليهود لم يذوقوا طعم الإيمان أبداً؛ لأنهم كفار من الأصل؛ لكن أظهروا الإسلام خوفاً من النبي ﷺ بعد أن أعزه الله في بدر؛ فهؤلاء ليسوا على هدًى.


الصفحة التالية
Icon