ومن أمثلة ذلك قوله تعالى: ﴿أفلم يدَّبروا القول أم جاءهم ما لم يأت آباءهم الأولين﴾ [المؤمنون: ٦٨]، ثم قال تعالى: ﴿أم لم يعرفوا رسولهم فهم له منكرون﴾ [المؤمنون: ٦٩] ؛ وهذا مطَّرد في القرآن الكريم..
قوله تعالى: ﴿في ريب﴾ :"الريب" يفسره كثير من الناس بالشك؛ ولا شك أنه قريب من معنى الشك، لكنه يختلف عنه بأن "الريب" يُشعر بقلق مع الشك، وأن الإنسان في قلق عظيم مما وقع فيه الشك؛ وذلك؛ لأن ما جاء به الرسول حق؛ والشاك فيه لا بد أن يعتريه قلق من أجل أنه شك في أمر لا بد من التصديق به؛ بخلاف الشك في الأمور الهينة، فلا يقال: "ريب"؛ وإنما يقال في الأمور العظيمة التي إذا شك فيها الإنسان وجد في داخل نفسه قلقاً، واضطراباً..
قوله تعالى: ﴿مما نزَّلنا﴾ : المراد به القرآن؛ لأن الله أنزله على محمد ﷺ ﴿على عبدنا﴾ : هو محمد رسول الله ﷺ والله. تبارك وتعالى. وصف رسوله ﷺ بالعبودية في المقامات العالية: في الدفاع عنه؛ وفي بيان تكريمه بالمعراج، والإسراء؛ وفي بيان تكريمه بإنزال القرآن، كما قال تعالى: ﴿تبارك الذي نزل الفرقان على عبده﴾ [الفرقان: ١]، وقال تعالى: ﴿سبحان الذي أسرى بعبده ليلاً﴾ [الإسراء: ١]، وقال تعالى: ﴿فأوحى إلى عبده ما أوحى﴾ [النجم: ١٠]، وقال تعالى: ﴿وإن كنتم في ريب مما نزلنا على عبدنا﴾ : هذا في مقام التحدي، والمدافعة؛ وأفضل أوصاف الرسول ﷺ هي العبودية، والرسالة؛ ولهذا قال ﷺ "إنما أنا عبد؛ فقولوا:


الصفحة التالية
Icon