الحكم الرابع: الإِخفاء:
وهو عبارة عن إخفاء النون الساكنة والتنوين عند باقي حروف الهجاء بغنَّة ألطف من غنَّة الإدغام. والحروف الباقية خمسة عشر حرفًا قد جمعها بعضهم في أوائل هذه الكلمات:
ضَحِكَتْ زَيْنَبٌ فَأَبْدَتْ ثنايَا | تَرَكَتْنِي سَكْرَانَ دُوْنَ شَرَابِ |
طَوَّقَتْنِي ظُلْمًا قَلاَئِدَ ذُلٍّ | جَرَّعَتْنِي جُفُونُهَا كَأْسَ صَابِ |
ويكون في كلمة وفي كلمتين، نحو: ﴿وَالْأُنْثَى بِالْأُنْثَى﴾، ﴿وَانْصُرْنَا﴾، ﴿قُلْ مَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ مِنَ اللَّهْوِ﴾، ونحو: ﴿وَلَمَنْ صَبَرَ﴾، ﴿رِيحًا صَرْصَرًا﴾، ﴿نَفْسًا زَكِيَّةً﴾، ﴿فَإِنْ زَلَلْتُمْ﴾، ﴿فَإِنْ فَاءُوا﴾ ونحوها.
فائدة: الغنَّة صوتٌ أغنّ لا عمل للسان فيه، وهي صفة متابعة للنون والميم الساكنتين والتنوين حيث لا إظهار، ومخرجها الخيشوم، وهو أقصى الأنف، ولهذا لو أُمسِك لم يمكن خروجها. وينبغي المحافظة على إظهارها من الميم والنون المشددتين مطلقًا، نحو: ﴿وَلَمَّا﴾، و ﴿ثُمَّ﴾، ﴿وَأَنَّ﴾، و ﴿الْجَنَّةَ﴾، ﴿وَمَا لَهُمْ مِنْ نَاصِرِينَ﴾ ونحو ذلك.
(١) يريد المؤلف أن أوائل الحروف من كلمات البيتين أعلاه كتبت في الأصل المخطوط باللون الأحمر تمييزًا لها.