فالبؤس في الفقر والحرب أكثر، والبأس والبأساء في النكاية، كقوله:} والله أشد بأسًا ﴿[النساء: ٨٤]. وقال الأزهري في قوله:﴾ مستهم البأساء والضراء ﴿[البقرة: ٢١٤] البأساء في الأموال وهو الفقر، والضراء في الأنفس. وقوله:﴾ أن يكف بأس الذين كفروا ﴿[النساء: ٨٤] أي شدتهم في الحرب، وقوله:﴾ بأسهم بينهم شديد ﴿[الحشر: ١٤] من ذلك. وقوله:﴾ وأنزلنا الحديد فيه بأس شديد ﴿[الحديد: ٢٥] أي امتناع وقوة. وقوله:﴾ تقيكم بأسكم ﴿[النحل: ٨١] أي دروعًا تقيكم الشدة والضر الواقع بينكم. وقوله:﴾ فلا تبتئس ﴿[هود: ٣٦] أي: لا يشتدن أمرهم، فلا تذل ولا تضعف. وقيل: أي لا تلتزم البؤس ولا تحزن. يقال: بؤس يبؤس بأسًا فهو بئس، إذا اشتد، وبئس يبأس بأسًا وبأسة، فهو بائس إذا افتقر. قال تعالى:﴾ وأطعموا البائس الفقير ﴿[الحج: ٢٨]،﴾ بعذابٍ بئيسٍ ﴿[الأعراف: ١٦٥] أي شديدٍ. وقد قرئ "بيئسٍ" بزنة فيعلٍ، و"بيسٍ" بزنة جيرٍ. وفي الحديث أنه عليه الصلاة والسلام "كان يكره البؤس والتباؤس" أي الضراعة للفقر. والتكلف لذلك جميعًا.
وبئس نقيض نعم، فبئس جميع المذام، كما أن نعم تقتضي جميع المحامد، ويرفعان ما فيه أل أو ما هو مضاف لذي أل، كقوله:﴾ نعم العبد ﴿[ص: ٣٠]﴾ وبئس المهاد ﴿[آل عمران: ١٢]،﴾ فلبئس مثوى المتكبرين {[النحل: ٢٩]. أو لمضمرٍ مفسرٍ