وقوله تعالى: ﴿يرسل الرياح مبشراتٍ﴾ [الروم: ٤٦] أي تبشر بأحدوثة بشرى بين يدي رحمته. وقوله عليه السلام: "انقطع الوحي ولم يبق إل المبشرات"، الرؤيا الصالحة يراها المؤمن أو ترى له". وفي الحديث: "من أحب القرآن فليبشر" أي فليسر. قال الفراء: إذا ثقل فمن البشرى، وإذا خفف فمن السرور. يقال: بشرته فبشر كجبرته فجبر. وقال ابن قتيبة. هو من بشرت الأديم، إذا رققت وجهه. قال: ومعناه فليضمر نفسه، كما روي "إن وراءنا عقبًة لا يقطعها إلا الضمر من الرجال". فعلى ما رواه ابن قتيبة بفتح الشين، وعلى ما رواه هو بضمها. وعلى الأول قول الشاعر: [من الكامل]

١٦٣ - فأعنهم وابشر بما بشروا به وإذا هم نزلوا بضنكٍ فانزل
وسمي ما يعطاه المبش ربشرى وبشارة. واستبشر: حد ما يبشره من الفرح. ومنه} يستبشرون بنعمةٍ ﴿[آل عمران: ١٧١].
والبشارة بالكسر: مصدر بشرته، وبالفتح اسم للتحسين. ومنه قولهم: وجه حسن بين البشارة. والبشارة بالضم: ما يخرج من بشر الأديم، وهي لغة في البشارة بالكسر أيضًا.
والمباشرة: الإفضاء بالبشرتين، وكني به عن الجماع كقوله تعالى:﴾
ولا تباشروهن وأنتم عاكفون في المساجد ﴿[البقرة: ١٨٧]. وقوله:﴾ لهم البشرى في الحياة الدنيا وفي الآخرة {[يونس: ٦٤] قيل: هي في الدنيا الرؤيا الصالحة، وفي الآخرة الجنة.


الصفحة التالية
Icon