وخبئه قيل في وصف النذل من الناس: هو بغل. ولقوته شبه به البعير في سرعة سيره، فقيل: قد تبغل البعير يتبغل تبغلاً فهو متبغل. وما أغرب ما اتفق أن وقع هذا الجنس بين الجنسين المتولد هو منهما في اللفظ. فقال:} والخيل والبغال والحمير ﴿، وقدم أشرف طرفيه وهو الخيل.
ب غ ي:
طلب تجاوز الاقتصاد فيما يتحرى؛ تجاوزه أو لم يتجاوزه. وقوله تعالى:﴾ ومن يبتغ غير الإسلام دينًا ﴿[آل عمران: ٨٥] هو افتعال من البغي بمعنى الطلب. وأكثر استعمال البغي في الأشياء المذمومة، لاسيما إذا أطلق نحو: زيد بغى. وقد بغى زيد على عمروٍ.
وقال الراغب بعد ما ذكر أن البغي طلب تجاوزٍ في الاقتصاد: فتارًة يعتبر في القدر الذي هو الكمية، وتارًة يعتبر في الوصف الذي هو الكيفية. فيقال: بغيت وابتغيت أي طلبت أكثر مما يجب. وكل موضعٍ ذكر فيه البغى فلابد من معنى المجاوزة فيه، كقولهم: بغت المرأة أي تجاوزت في الفجور الحد. فقال تعالى:﴾ ولا تكرهوا فتياتكم على البغاء ﴿[النور: ٣٣] أي على الفجور لأنهن جاوزن ما ليس لهن.
وبغى الجرح: إذا تجاوز حد الفساد: وبغت السماء: تجاوزت الحد في المطر. وبغى زيد أي أفسد، إذا تجاوز ما ليس له تجاوزه، ومنه قول ذلك:﴾ ومن عاقب بمثل ما عوقب به ثم بغي عليه لينصرنه الله {[الحج: ٦٠]. وأنشد المأمون حين بغى عليه أخوه الأمين: [من البسيط]