صدر هذا الكتاب. ومعناه: هؤلاء نساؤكم فانكحوهن على الوجه المرضي. وقيل: أراد ماءه لصلبه، وإنما خاطب بذلك كبار قومه وهم قليل، وإلا فمحال أن يقول ذلك للجم الغفير.
وقوله:} ويجعلون لله البنات ﴿[النحل: ٥٧] أراد الملائكة، وذلك أن الكفار... يزعمون، وقد كذبوا أن يقال: تزوج بسروات الجن فأولدهم الملائكة، وسموهم بناته. وإليه أشار بقوله:﴾ سبحانه وتعالى عما يقولون علوًا كبيرًا ﴿[الإسراء: ٤٣]﴾ وجعلوا بينه وبين الجنة نسبًا ﴿[الصافات: ١٥٨] وقد يعرب بنين مع الياء بالحركات تشبيهًا له بلفظ قطينٍ، قال: [من الوافر]
١٩٧ - وكان لنا أبو حسن علي | أبًا برًا ونحن له بنين |
وقوله:﴾ أفمن أسس بنيانه {[التوبة: ١٠٩] الآية استعارة بديعة، وذلك أن الأمر الذي يربيه الإنسان من دينٍ واعتقاد إنما يربيه على نظرٍ وتأملٍ ووضع شيءٍ فشيءٍ، وهذا أشبه شيءٍ بالبناء.
ويقال: بنيت أبني بناًء وبنيًة وبنىً وبنيانًا. ويعبر ببنية الله عن الكعبة. والبناء: البيت ولو كان من وبرٍ أو شعرٍ. وأبنيته: أعطيته ما يبني به بيتًا. والمبناة: القبة. قال النابغة: [من الطويل]
الصفحة التالية
١٩٨ - على ظهر مبناةٍ جديدةٍ سيورها | يطوف بها وسط اللطيمة بائع |