قبل أن يقال لهم: ﴿اخسؤوا فيها﴾ [المؤمنون: ١٠٨] لأنه منادى حالهم، وأصله المنع من الخير. يقال: ما ثبرك عن كذا؟ أي ما صرفك ومنعك. وثبرته عنه فهو مثبور. ولا شك أن الممنوع من الخير هالكٌ.
والمثابرة على الشيء: المواظبه عليه. يقال: ثابرت على هذا الأمر، كأنه منعه أن يصرف إلى غيره.
وقوله: ﴿وإني لأظنك يا فرعون مثبورًا﴾ [الإسراء: ١٠٢] أي هالكًا، وقيل: ناقص العقل لمقابلة قوله له: ﴿مسحورًا﴾ [الإسراء: ١٠١]. ونقصان العقل أشد هلاكًا. وقيل: ملعونًا مطرودًا.
والثبور: اللعن والطرد. وثبر الرجل: ذهب عقله من ذلك، لأن من يفقد عقله يهلك.
وثبرت القرحة: انفتحت. وفي حديث أبي بردة حين قال له معاوية: «انظر إلى قرحتي فنظرت فإذا هي ثبرت». والثبرة: النقرة في الشيء، وهي أيضًا ما ينتقع فيه الماء من التلاع.
والمثبر: مسقط الولد، وأكثر ما يكون في الإبل، وفي حديث أم حكيم بن حزام: «أنها ولدته في الكعبة فحمل في نطع وأخذ ما تحت مثبرها فغسل عند حوض زمزم». وثبير: جبل بقرب عرفة كأنه يهلك من يتوقله. قال امرؤ القيس: [من الطويل]
٢٣٧ - كأن ثبيرًا في أفانين ودقة | كبير أناس في بجادٍ مزمل |