العقل والتمييز والتنال بالأيدي، ولاسيما بني آدم، لقوله: ﴿ولقد كرمنا بني آدم﴾ الآية [الإسراء: ٧٠] وقوله عليه الصلاة والسلام: «إني تاركٌ فيكم الثقلين؛ كتاب الله وعترتي» فيه وجهان أحدهما: أن لهما قدرًا عظيمًا ووزنًا خطيرًا. ولذلك سميت بيضة النعام ثقلان... وقال ثعلبٌ: لأن أخذهما ثقيل والعمل بهما ثقيلٌ.
قوله: ﴿فمن ثقلت موازينه﴾ [الأعراف: ٨] ﴿ومن خفت موازينه﴾ [الأعراف: ٩] إشارةٌ إلى كثرة الخير والحسنات، وإلى قلتهما. والصحيح أن الأعمال توزن حقيقة بأن يجعلها القادر على كل شيء جزاء ما توزن فتثقل وتطيش. وقيل: هو عبارةٌ عن عدل الله وإنصافه، كما يعدل بالميزان من غير حيفٍ. وقد حققناه في «التفسير الكبير».
فصل الثاء واللام
ث ل ث:
الثلاثة والثلاثون: عددان معلومان، والثلث والثلثان جزءان معلومان. قال تعالى: ﴿فانكحوا ما طاب لكم من النساء مثنى وثلاث ورباع﴾ [النساء: ٣] أي اثنتين اثنتين، وثلاثًا ثلاثًا، وأربعًا أربعًا. على أن الواو بمعنى أو كما وقعت أو موقع الواو كما هو مقررٌ في موضعه. وقوله: ﴿أولي أجنحة مثنى وثلاث ورباع﴾ [فاطر: ١] كذلك الواو على بابها أو بمعنى أو. والظاهر أنها في الآيتين على بابها، وأن المعنى: لينكح بعضكم مثنى، وبعضكم ثلاث. وكذلك الملائكة بعضهم ذو مثنى وبعضهم ذو ثلاث. ومثنى وثلاث معدولون عن عدد مكرر. فمن ثم منع من الصرف. وزعم الظاهريون أنه يزوج بتسع لقوله: ﴿مثنى وثلاث ورباع﴾، وذلك لجهلهم باللغة إذ كان يقتضي الظاهر أنه يجوز التزوج على