الاستثناء في اليمين.
والثناء: ما يذكر من المحامد فيثنى ذكره حالًا فحالًا، ووقتًا فوقتًا. يقال: أثنى عليه فهو مثنى إثناءً. قال الشاعر: [من الكامل]
٢٥٠ - يثني عليك وأنت أهل ثنائه
وقال الآخر: [من الطويل]
٢٥١ - إذا مت كان الناس صنفان: شامتٌ... بموتي ومثنٍ بالذي كنت أصنع
والنثا بتقديم النون: ذكر المساوئ. قال تعالى: ﴿كتابًا متشابهًا مثاني﴾ [الزمر: ٢٣] أنه يثنى، أي يكرر على مرور الأوقات وكر الأعصار، واختلاف الأحوال، فلا يمل ولا تخلق ديباجةٌ حسنةٌ، ولا تنقضي عجائبه، ولا تفنى فوائده، ولا تضمحل اضمحلال غيره من الكلام. وفي صفته: «لا يعوج فيقوم، ولا يزيغ فيستعتب، ولا يخلق على كثرة الرد». وقيل: قيل له: مثنى لما ثني فيه من القصص والأمثال. وقيل ذلك: من الثناء تنبيهًا أنه يظهر منه أبدًا ما يقتضي الثناء عليه من فوائده وإعجازه على من يتلوه ويعلمه ويعمل به. على هذا الوجه وصفه الله بالكرم في قوله: ﴿إنه لقرآنٌ كريمٌ﴾ [الواقعة: ٧٧]، وبالمجد في قوله: ﴿هو قرآنٌ مجيدٌ﴾ [البروج: ٢١]. وقوله: ﴿سبعًا من المثاني﴾ [الحجر: ٨٧]، قيل: أراد الفاتحة لأنها تثنى بالصلوات أو لأنها يثنى فيها تمجيده وتنزيهه. وقيل: لأنها أسست لهذه الأمة. وقيل: المثاني في التي تزيد على


الصفحة التالية
Icon