نسبه كقوله: ﴿فلا أنساب بينهم﴾ [المؤمنون: ١٠١] وكما نفي نفع المال والبنين في الآخرة بالآية الكريمة نفي نفع الأبوة في الحديث، أي لا ينفع أحدًا نسبه ولا أبوته.
وقوله تعالى: ﴿ومن الجبال جدد بيض﴾ [فاطر: ٢٧] جمع جدة وهي كل طريقٍ في الجبل يخالف لونها لون ما يجاورها، والمعنى طريقة ظاهرة من قولهم: طريق مجدود، أي مقطوع بالسلوك، ومنه جادة الطريق. والجدود والجداء من الضان: ما انقطع لبنها وجد ثدي أمه أي قطع؛ دعاء عليه بالهلكة. والجد: قطع الأرض المستوية.
جد يجد جدًا. وجد في أمره جدًا: توانى، وأجد: صار ذا جد، وتصور من الجدد مجرد القطع فقيل: جددت الثوب: قطعته على وجه الإصلاح، ومنه ثوب جديد، ويقابل به الخلق لتقدم لبسه، ثم جعل الجديد لكل ما أحدث إنشاؤه؛ وعليه: ﴿بل هم في لبسٍ من خلقٍ جديدٍ﴾ [ق: ١٥] إشارة إلى النشأة الثانية. ومنه قيل للملوين الأجدان والجديدان لحدوث كل منهما عقيب الآخر. وفي الحديث: "وفيكم الجديدان" قيل: هما الليل والنهار.
والجدة أيضًا: ساحل البحر، ومنه جدة: المكان المشهور. وكذا الجد والجد أيضًا: العظيمة. وفي بعض القراءات: ﴿وأنه تعالى جد ربنا﴾ [الجن: ٣] بضم الجيم. والجد جد: الصرار في الصيف ليلاً يشبه الجراد.


الصفحة التالية
Icon