مفاريح ومجازيع جمع مفراح ومجزاع: وهو الكثير الفرح والجزع مبالغة: جعل نفس ما يفرح له ويجزع، نحو مقراض ومنقاش لما يقرض به وينقش.
ج ز ي:
قوله تعالى: ﴿لا تجزي نفس عن نفسٍ شيئا﴾ [البقرة: ٤٨] أي لا تغني ولا تقضي ولا تنوب، كله بمعنى. وفي الحديث: "يجزيك ولا يجزي أحدًا" "ويجزيك من هذا الأمر الأقل أن تقضي وتنوب".
ومعنى قولهم: جزاك الله خيرًا أي قضاه ما أسلف. قال الهروي: فإذا كان بمعنى الكفاية قلت: جزأ الله عني، مهموزًا وأجزاه. قال الراغب: الجزاء: ما فيه الكفاية من المقابةل إن خيرًا فخير وإن شرًا فشر.
يقال: جزيته كذا وبكذا. قال تعالى: ﴿ذلك جزيناهم بما كفروا﴾ [سبأ: ١٧]. وقال ﴿وجزاهم بما صبروا جنة وحريرًا﴾ [الإنساك: ١٢].
والجزية: ما يعطيه أهل الذمة، سميت بذلك لأنها تجزي في حقن دمائهم. قال: ويقال: جزيته بكذا أو جازيته، ولم يجيء في القرآن إلا جزى دون جازى، وذلك أن المجازاة هي المكافأة، والمكافأة مقابلة نعمةٍ هي كفؤها. ونعمة الله تتعالى عن ذلك، ولهذا لا يستعمل لفظ المكافأة في الله تعالى. قلت: كأنه سهي عن قوله تعالى: ﴿وهل نجازي إلا الكفور﴾ [سبأ: ١٧] لم يقرأ إلا بلفظ المفاعلة وإن اختلفوا في بنائه للفاعل أو للمفعول كما بيناه في غير هذا.