المحسوسة بالنجوم والمجرة. ومنهم من اعتبر ذلك بما فيه من المعنى المدرك بالبصيرة كما أشار إليه بقوله: ﴿إن في خلق السماوات والأرض﴾ إلى قوله: ﴿ربنا ما خلقت هذا باطلًا﴾ [آل عمران: ١٩١]. وأصل المادة من الحبك وهو الإحكام والشد. ومنه بعير محبوك القرا.
والاحتباك: شد الإزار، يقال: حبكت الشيء: أخذت [أشده] وحبك الرمل والماء: ما تراه مدرجًا عند هبوب الرياح. والحبك جمع، فقيل: واحدة حبيكة نحو: ظريفة وظرف. وقيل: حباك نحو مثال ومثل. فمعنى ﴿ذات الحبك﴾ أي ذات الطرائق المحكمة قاله الأزهري. وقال ابن عرفة: ذات الخلق الحسن. وقال مجاهد: ذات البيان، وكلها متقاربة.
وفي حديث عائشة: "أنها كانت تحتبك تحت درعها في الصلاة". نقل أبو عبيد عن الأصمعي أنه الاحتباك، وقال: ولم يعرف الأصمعي غيره، وإنما المراد به شد الإزار. وغلط الأزهري أبا عبيد وقال: إنما قال الاحتياك بالياء؛ يقال: احتكاك يحتاك، وتحوك يتحوك: إذا اجتبى به، كذا رواه ابن السكيت عن الأصمعي.
الحبكة: الحجزة، قاله شمر، ومنه الاحتباك وهو شد الإزار.
ح ب ل:
الحبل: معروف، وجمعه حبال. قال تعالى: ﴿فإذا حبالهم﴾ [طه: ٦٦]. ثم يتجوز به عن كل وصلة، فيقال: بيننا حبال أي قرابة ووصل. ومنه سمي كتاب الله: حبل الله في قوله: ﴿واعتصموا بحبل الله جميعًا﴾ [آل عمران ١٠٣]. قال ابن عباس: القرآن؛ لأنه وصلة بين العباد وبين ربهم تعالى. وفي الحديث: "كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض، طرفه بأيديكم". فمعنى حبل الله أي الذي معه التوصل به إليه من القرآن والسنة والعقل وغير ذلك، مما إذا اعتصمت به أداك إلى جواره. ويعبر به أيضاً عن العهد


الصفحة التالية
Icon