والحجارة} [البقرة: ٢٤] قيل: هي حجارة الكبريت. وإنما خصت بذلك لزيادتها على سائر الوقود بخمسة أشياء حققناها في "التفسير الكبير" وقيل: هي الأصنام التي كانوا يعبدونها لقوله: ﴿ويكونون عليهم ضدًا﴾ [مريم: ٨٢]. وقيل: هي الحجارة المعهودة، ومنه: "إن هذه نار تخلف نار أهل الدنيا" فإن نارهم توقد بحطب ونحوه، ثم يحرق بها ما أريد من الحجارة والناس ونحوهما. وقيل: أراد بالحجارة الذين هم في صلابتهم عن قبول الحق كالحجارة، كمن وصفهم بقوله: ﴿فهي كالحجارة أو أشد قسوة﴾ [البقرة: ٧٤].
وحجر الثوب لأنه يمنع به ما يحصل فيه، وجعل كناية عن الإحاطة بالشيء ومنه: ﴿وربائبكم اللاتي في حجوركم﴾ [النساء: ٢٣] أي في إحاطتكم عليهن أمرهن. وقوله: ﴿وحرث حجر﴾ [الأنعام: ١٣٨] أي ممنوع، وذلك ما حرموه من تلقاء أنفسهم كالسوائب والبحائر وما أعدوه من زروعهم للأصنام.
والحجرة في البيت: لما حوط به عليها من الدار؛ قال تعالى: ﴿من وراء الحجرات﴾ [الحجرات: ٤] أو لأنها تمنع من فيها، والأول أشبه؛ فإنها فعلة بمعنى مفعولة نحو الغرفة.
وفي الحديث: "لقد تحجزت واسعًا" أي ضيقت. والحجر التحجير أن يجعل حول المكان حجارة. يقال: حجرت الشيء حجرًا فهو محجور، وحجرته تحجيرًا فهو محجر، وسمى ما أحيط به الحجارة حجرًا فعل بمعنى مفعول كالذبح، وبه سمى حجر الكعبة، ثم أطلق على كل ممنوع، ومنه: ﴿وجعل بينهما برزخا وحجراً محجوراً﴾