الواحدة حريثة. وقيل: الحرائث: الإٌبل ويروى حرائبكم بالموحدة، وهو المال الذي به قوام صاحبه.
وقوله: ﴿نساؤكم حرث لكم﴾ [البقرة: ٢٢٣] سماهن حرثاً على الاستعارة البليغة، فإنهن بمنزلة الأرض المنبغى منها طلوع البذر ونموه، وجعل النطف الملقاة من أصلاب الرجال في أرحامهن بمنزلة البذر، وهذا في غاية الفصاحة والبلاغة.
وفي الحديث:"احرث لدنياك كأنك تعيش أبدا" أي أجهد في تحصيل ما ينفعك. يقال؛ حرثت وأحرثت ثلاثياً ورباعياً. وتصور من الحرث معني التهيج فقيل: حرثت النار، ولما تهيج به محرث كمنجل. وحرث ناقته أي استعملها. وقال معاوية للأنصار:"ما فعلت نواضحكم؟ قالوا: حرثناها يوم بدر".
وقوله: ﴿ويهلك الحرث والنسل﴾ [البقرة: ٢٠٥] قيل: أراد الزرع، وقيل: النساء، سمان حرثاً في قوله: ﴿نساؤكم حرث لكم﴾، ويرشحه قوله: ﴿النسل﴾ نزلت في الأخنس بن شريقٍ مر بزرع فأحرقه وعقر دوابه.
ح ر ج:
الحرج: الضيق، ومنه قوله تعالى: ﴿فلا يكن في صدرك حرج منه﴾ [الأعراف: ٢] أي ضيق من القرآن. وأوصله من الحرج، والحرج والحراج وهو مجتمع ما بين الشيئين، فتصور منه الضيق. وقيل: هو الشجر المتلف، وفيه أيضا معني الضيق. وقول مجاهدٍ: أي شك تفسير باللازم، ولأن الشاك يضيق صدره بخلاف المتيقن فإنه ينفسح.
وقوله: ﴿يجعل صدره ضيقاً حرجاٌ﴾ [الأنعام: ١٢٥] قرئ بفتح الراء وكسرها، أي مبالغاً في الضيق. قال ابن عباس: الحرج: موضع الشجر الملتف، فكان


الصفحة التالية
Icon