٣٥٣ - حسبت التقى والمجد خير تجارة رباحا إذا ما المرء أصبح ناقلا
أي علمت، لأن الظن لا يجدي في اعتقاد ذلك شيئا، وبالاعتبارين قرئ قوله تعالى: ﴿وحسبوا ألا تكون﴾ [المائدة: ٧١]، برفع الفعل ونصبه، وتحقيقه في غير هذا. وحسب ينصب مفعولين أصلهم المبتدأ والخبر، وأحكامهما محررة في غير هذا، ولها أخوات.
والحساب: استعمال العدد والتقدير، ومنه قوله تعالى: ﴿والشمس والقمر حسبانا﴾ [الأنعام: ٩٦] أي يجريان بحساب وتقدير إلا مقدره أو من أطلعه من خلقه عليه، فلا يجاوزان ما قدر لهما من حركتهما. ﴿لا الشمس ينبغي لها أن تدرك القمر ولا الليل سابق النهار﴾ [يس: ٤٠] قال ابن عرفة: عذابا، وقال الأصمعي: الحسبان: المرامي الصغار، ومنه قسي الحسبان وهي معروفة. قال: وقيل حسبانا أي عذاب حسبان من السماء، وذلك الحسبان حساب ما كسبت يداك. قلت: وهذا معنى قول الراغب. قيل: معناه نارا وعذابا، وإنما هو في الحقيقة ما يحاسب عليه فيجازي بحسبه. وفي الحديث في الريح: (اللهم لا تجعلها عذابا ولا حسبانا).
وقوله تعالى: ﴿فحاسبناها حسابا شديدا﴾ [الطلاق: ٨] أي أوقفناها على جميع أعمالها فلا تنكر منه شيئا، كما يقف المحاسب على ما يحاسب عليه. (ومن نوقش الحساب عذب) أي من استولى عليه لابد أن يؤاخذ.


الصفحة التالية
Icon