الراغب: كأنه جعله الحصير المرمول كقوله تعالى: ﴿لهم من جهنم مهاد﴾ [الأعراف: ٤١] وعلى هذا هو بمعنى الحصور، سمي بذلك لحصر طاقات بعضه على بعض وقول لبيدٍ: [من الكامل]
٣٦٢ - ومقامةٍ غلب الرقاب كأنهم | جن لدى باب الحصير قيام |
وقوله: ﴿وسيدًا وحصورًا﴾ [آل عمران: ٣٩] أي ممنوعًا من غشيان النساء، إما لعنة ونحوها، وإما لمنعه ذلك بقوته واجتهاده وفراغ قلبه من ذلك، وهذا هو الأليق بهذا المقام لدخوله في المجد، فإن الأمور المطبوع عليها قلما يمدح بها إذا اتصف بها، ولهذا فضل البشر على الملك، إذا قمع شهوته وخالف نفسه وغلب هواه. فحصورٌ يجوز أن يكون بمعنى مفعولٍ على الأول نحو: ركوبٍ وحلوبٍ، وبمعنى فاعلٍ على الثاني نحو: صبورٍ وشكورٍ.
والحصور أيضًا والحصير: البخيل، سمي ذلك لمنعه المال، وأنشد لجريرٍ: [من الكامل]
٣٦٣ - ولقد تسقطني الوشاة فصادفوا | حصرًا بسرك يا أميم ضنينا |