خدمتك فقد حفدك، يحفدك، فهو حافدك. وقال المفسرون: هم الأسباط؛ يعنون أولاد الأولاد، وقال الآخرون: هم الأختان والأصهار، وكأنهم رأوا أن خدمة هؤلاء أصدق من خدمة غيرهم، فلذلك خصوهم بالمثال.
قال الأصمعي: أصل الحفد مداركة الخطو، وقال غيره: أصله من سرعة الحركة. وفي الحديث: «وإليك نسعى ونحفد» أي نسرع في طاعتك كما تسرع الخدمة في خدمة مخدومهم. ورجل محفود: مخدوم، وفي صفته صلى الله عليه وسلم: «محفود محشود» أي مخدوم في أصحابه معظم عندهم ﷺ ورضي عنهم
وقال ابن عرفة: هم الأعوان. وقال مجاهد: هم الخدم من حفد يحفد: إذا أسرع؛ وأنشد لكثير عزة: [من الكامل]

٣٧٦ - حفد الولائد بينهن وأسلمت بأكفهن أزمة الأجمال
ويقال: حفدت وأحفدت، وحافد وحفد نحو خادم وخدم، وأنشد: [من الطويل]:
٣٧٧ - فلو أن نفسي طاوعتني لأصبحت لها حفد مم يعد كثير
وقال عمر وذكر له عثمان رضي الله عنهما في الخلافة فقال: «أخشى عليه حفده» أي عقوقه في مرضات أقاربه.


الصفحة التالية
Icon