سبيل التفضل. وقد يراد بالحق أشياء فسر بها بحسب السياق كما نبهنا عليه أول هذا الموضوع، من ذلك ﴿وتكتمون الحق﴾ [آل عمران: ٧١] قيل: هو مراد محمدٍ عليه الصلاة والسلام، وذلك ما عزوه من نعته. وقوله: ﴿بل نقذف بالحق على الباطل﴾ [الأنبياء: ١٨] قيل: الحق القرآن، والباطل الكفر. وقوله: ﴿ما ننزل الملائكة إلا بالحق﴾ [الحجر: ٨]؛ بالأمر المقتضى. ويوضح ذلك: ﴿ولو أنزلنا ملكًا لقضي الأمر﴾ [الأنعام: ٨].
وقوله: ﴿وجاءت سكرة الموت بالحق﴾ [ق: ١٩] وقال الهروي: الحق، الموت؛ فعلى هذا يصير تقديره: وجاءت سكرة الموت بالموت. قلت: وفي قراءة أبي بكرٍ: ﴿وجاءت سكرة الحق بالموت﴾. وقال الشافعي في قوله عليه الصلاة والسلام: «ما حق امرئٍ مسلمٍ أن يبيت ليلتين إلا ووصيته مكتوبة عنده» أي ما الأحزم. وفي الحديث: «جاء رجلان يحتقان» أي يختصمان. وفي حديث علي: «إذا بلغ النساءٍ نص الحقاق فالعصبة أولى» قيل: ما دامت الجارية صغيرة فأمها أولى بها، فإذا بلغت فالعصبة أولى بتحصينها وتزويجها. ونص الشيء: غايته، أي غاية البلوغ. والحقاق: المخاصمة؛ وهو أن يقول كل واحد من الخصمين: أنا أحق به منك. وروي «نص الحقائق» جمع حقيقة، والحقيقة فعلية، من الحق بمعنى فاعلٍ، والتاء فيها قياس، قال الليث: الحقيقة ما يصير إليه. حق الأمر وحققه. «هو حامي الحقيقة» إذا حمى ما يجب عليه أن يحميه، قال: [من الطويل]
٣٨٣ - أنا الفارس الحامي حقيقة والدي | وآلي فما تحمي حقيقة آلكا |