٥ - أخٌ قد طوَى كَشْحًا وأبَّ ليذْهَبا
وأبَّ لسيفهِ: تَهيَّأ ليبتَدِرَهُ. وإِبّانُ الشيءِ: زَمنُه المُنْتهي لفِعلهِ، فهو فِعْلانُ منه. وقيلَ: هو التِّبنُ خاصةً، قاله الضحاكُ وأنشدَ [من المتقارب]
٦ - فما لهمُ مرتعٌ للسَّوا | مِ والأبُّ عندهمُ يُعذَرُ |
٧ - لهُ دعوةٌ ميمونةٌ رنَّحها الصَّبا | بها يُنبتُ اللهُ الحصيدةَ والأبّا |
وعن أبي بكرٍ الصديقِ، رضي الله عنه، وقد سُئلَ عن تفسيرِ الأبِّ فقال: «أيُّ سماءٍ تُظلُّني، وأيُّ أرضٍ تُقلُّني، إِذا قلتُ في كتاب اللهِ ما لا أعلمُ؟». وعن عمرَ رضيَ اللهُ عنه حين تلاها قال: «كلُّ هذا عرفناهُ، فما الأبُّ؟». ثم رَفع عصًا كانت بيده فقال: «هذا لعَمْرُ اللهِ التكلُّفُ، وما عليكَ يا بنَ أمِّ عمرَ أما تعرفُ ما الأبُّ». ثم قالَ: «ما تَبيَّنَ لكم من هذا الكتاب فاتَّبعوهُ، وما لا فدَعوهُ». يعني رضي الله عنه في ما لا يتعلقُ به حكمٌ أو فائدةٌ جليلةٌ. فإنا قد عرَّفْنا الأبَّ: نبتٌ في الجملة. فقالَ عمرُ رضي الله عنه: «لا يضرُّ الجهل بمعرفتهِ على التعيين، وهو كما قال رضيَ الله عنهُ. وهذا بخلاف الكَلالةِ