فصل الحاء والواو


ح وب:
قوله تعالى: ﴿إنه كان حوبًا كبيرًا﴾ [النساء: ٢] الحوب والحوب: الإثم. والحوبة كذلك، ومنه: "تقبل توبتي واغسل حويتي". وفي الحديث لمن استأذن في الجهاد: "ألك حوبة"؟ قيل: هي الأم، والصحيح: ألك من تأثم إن ضيعته من حرمة؟ وهي الحاجة أيضًا. ومنه الحديث: "إليك أرفع حوبتي". وقولهم: ألحق الله بهم الحوبة، أي المسكنة والحاجة. وحقيقتها: الحاجة الحاملة صاحبها على ارتكاب الإثم. وبات فلان بحوبة سوءٍ.
والحوباء: هي النفس، وحقيقتها النفس المرتكبة للحوب، وهي الموصوفة بقوله: ﴿إن النفس لأمارة بالسوء﴾ [يوسف: ٥٣]. وقال الفراء: الحوب بالضم للحجاز، وبالفتح لتميمٍ. والحوب: الوحشة أيضًا. ومنه: "إن طلاق أم أيوب لحوب". وقيل: الحوب: الإثم، والحوب: المصدر منه، وأصله من قولهم: حوب، لزجر الإبل. وفي الحديث: "كان إذا قدم من سفرٍ قال: آيبون تائبون لربنا حامدون حوبًا حوبًا" كأنه لما فرغ من كلامه زجر بعيره. فتسمية الإثم بالحوب لكونه مزجورًا عنه من قولهم: حاب حوبًا وحوبًا وحيابة. وأصله كما تقدم مأخوذ من زجر الإبل.
ح وت:
قوله تعالى: ﴿فالتقمه الحوت﴾ [الصافات: ١٤٢] الحوت: السمك العظيم، وهو


الصفحة التالية
Icon