﴿وبشر المخبتين﴾ [الحج: ٣٤] أي المتواضعين، وأصله من أخبت الرجل: إذا أتى الخبث أو قصده، وهو المكان المنخفض كما تقدم.
خ ب ث:
الخبث والخبيث: ما يكره رداءة وخساسة، وأصله الرديء الدخلة، الجاري مجرى خبث الحديد، وعليه قول الشاعر: [من الوافر]

٤١٨ - سبكناه ونحسبه لجينًا فابدي الكبر عن خبث الحديد.
والخبث يكون في المعقولات كما يكون في المحسوسات، وبذلك يتناول الباطل في الاعتقاد، والكذب في المقال، والقبيح في الفعال. ثم فسره المفسرون بحسب خصوص الأماكن مع صدقه عليها كما تقدم في نظائره.
قوله تعالى: ﴿كشجرة خبيثة﴾ [إبراهيم: ٢٦]. فالكلمة الخبيثة كلمة الكفر، كما إن الكلمة الطيبة كلمة التوحيد. والشجرة الخبيثة قال ابن عباس: هي الحنظلة. وقيل: هي الخبوث. والأحسن أنها كل نبات مكروه مستردًا من جميع الشجر.
قوله: ﴿الخبيثات للخبيثين﴾ [النور: ٢٦]. قيل: الكلمات الخبيثات للرجال الخبيثين المحبين شياع الفاحشة في الذين آمنوا. وقيل: النساء الخبيثات للرجال الخبيثين، كالزانيات للزواني. وقيل: الأفعال الخبيثات للفاعلين الخبيثين.
قوله: ﴿كانت تعمل الخبائث﴾ [الأنبياء: ٧٤]. أي إتيان الرجال، كما صرح به في غير موضع. قوله: ﴿ويحرم عليهم الخبائث﴾ [الأعراف: ١٥٧] أي الأشياء النجسة المستقذرة، كالدم والميتة ولحم الخنزير.


الصفحة التالية
Icon