وامرأة خرقاء وهي ضد صناع. قال ذو الرمة: [من الوافر]

٤٤٠ - تمام الحج أن تقف المطايا على الخرقاء واضعة اللثام
وذلك أنه لما رأى مية أراد أن يتعلل بشيء ليكلمها فخرق دلوه ثم جاءها فقال: املئي لي دلوي. فقالت: أنا خرقاء لا صناع. فولى وعلى كتفه دلوه وقطعة حبلٍ. فقالت: يا ذا الرمة. والرمة: قطعة الحبل، فسمي بذلك، وأنشد قصيدته التي فيها هذا البيت. وبها شبهت الريح فقيل: ريح خرقاء.
والخرق: الحمق. وفي الحديث: "ما كان الخرق في شيء إلا شأنه وما كان الرفق في شيء إلا زانه". واستعير منه المخرقة، وهو إظهار الخرق توصلًا إلى حيلة. والمخراق: شيء يلعب به كأنه يخرج لإظهار الشيء بخلافه. ومنه خرق الغزال يخرق: إذا لم يحسن العدو.
وباعتبار القطع قيل: خرقت الثوب وخرقته. وخرقت المفازة، وهي خرقاء، وخرق وخريق وذلك مختص بالفلوات الواسعة؛ إما لإختراق الريح فيها، وإما لتخرقها في سعتها. وخص الخرق بمن يتخرق في السخاء.
والخرق: ثقب الأذن. ومنه صبي أخرق وامرأة خرقاء أي مثقوبي الأذن. ومنه الحديث: "نهي أن يضحي بالشرقاء والخرقاء"؛ فالخرقاء: ما في أذنها ثقب مستدير.
قوله: ﴿إنك لن تخرق الأرض﴾ [الإسراء: ٣٧] أي لن تثقبها بشدة وطئك. وقيل: لن تقطعها عرضًا وطولاً. وقوله: ﴿في السفينة خرقها﴾ [الكهف: ٧١] فالمراد نقبها. ويقال: خرق وخرق وتخرق واخترق، وخلق واختلق، وبشك وابتشك، وخرص وتخرص، كلها بمعنى افترى وكذب. وفي حديث فاطمة: "حين زوجها، فلما أصبحت


الصفحة التالية
Icon