وقوله عليه الصلاة والسلام: «لخلوف فم الصائم» يريد تغيره، يروى بضم الخاء وهو أشهر وبفتحها وهو مصدرٌ. يقال: خلف فوه يخلف خلوفًا إذا تغير. وسئل أمير المؤمنين عن قبلة الصائم فقال: «وما أربك إلى خلوف فيها» ومنه «نومة الصبح مخلفةٌ للفم».
قوله: ﴿ولا يزالون مختلفين إلا من رحم ربك﴾ [هو: ١١٨ - ١١٩]، قال ابن عباس: خلقهم فريقين: فريقًا يرحم فلا يختلف، وفريقًا، وفريقًا لا يرحم فيختلف. وقوله: ﴿اخلفني في قومي﴾ [الأعراف: ١٤٢] أي كن خليفتي فيهم. ولما كان الاختلاف بين الناس في القول يقتضي التنازع والجدال عبر به عن المنازعة والمجادلة. قال تعالى: ﴿فاختلف الأحزاب من بينهم﴾ [مريم: ٣٧]. قوله: ﴿وإن الذين اختلفوا في الكتاب﴾ [البقرة: ١٧٦] يجوز أن يكون من الخلاف نحو: كفيت بمعنى اكتفيت. وقيل: لأنهم أتوا فيه بخلاف ما أنزل الله.
وقوله: ﴿لاختلفتم في الميعاد﴾ [الأنفال: ٤٢] يجور أن يكون من الخلاف أو من الخلف، والخلف: المخالفة في الوعد. يقال: أوعدني فأخلفني. وفي صفة المنافق: «إذا وعد أخلف». قال تعالى: ﴿ما أخلفنا موعدك﴾ [طه: ٨٧]. وأخلفت فلانًا: وجدته مخلفًا نحو: أحمدته.
والإخلاف: أن يسقى واحدٌ بعد آخر. وأخلف الشجر: اخضر بعد سقوط ورقه. وأخلف الله عليك أي أعطاك خلف ما ذهب منك. وأخلفه عليك أي كان لك منه خليفةٌ.
وأخلف الجمل: إذا زاد على سن البزول؛ يقال له: مخلف عامٍ أو عامين، وبازل عامٍ أو عامين، وليس له بعد البزول والإخلاف سن إلا بما ذكر. والخليفى: الخلافة؛ قال


الصفحة التالية
Icon