لا جُناحَ عليهنَّ فيما فعلنَ في أنفسهنَّ.
«والآجالُ: أقاطيعُ الظّباءِ، واحدها إِجْلٌ» ومنهُ حديثُ زيادٍ: «لهوَ أشهَى إليَّ مِن زينتهِ، فثَبتَ لُسلالهِ تعبٌ في يومٍ شديدِ الوديقةِ تَرمَضُ فيهِ الآجالُ».
فصل الألف والحاء
أح د:
أحدٌ: على قسمينِ؛ قسمٍ لا يُستعملُ إلا في نفيٍ أو في شبهِهِ كالنَّهي والاستفهام. وهذا همزتُه أصليةٌ، ويفيدُ استغراقَ جنسِ الناطقينَ قليلاً كان أو كثيرًا، مجتمعينَ أو مُفترقينَ، نحو: لا أحدَ في الدار، أي لا واحدَ ولا اثنينِ فصاعدًا، لا مجتمعينِ ولا مُتفرقَينِ. ولهذا لم يصحَّ استعمالُه في الإثباتِ لأنَّ نفي المتضادَّينِ يَصِحُّ دونَ إثباتِهما. فلو قيلَ: في الدارِ أحدٌ لكانَ فيهِ إثباتُ واحد مفردٍ مع إثبات ما فوقَ الواحد مجتمعينَ ومتفرقينَ، وذلك ظاهرٌ لا محالةَ، ولانطلاقه على ما فوقَ الواحد صحَّ أن يقالَ: ما من أحد قائمينَ. وعليه قولُه: ﴿فما منكُم مِن أحدٍ عَنْهُ حاجزِينَ﴾ [الحاقة: ٤٧].
وبعضُهم يُطلقه على غيرِ العقلاءِ، ولذلك قيلَ في قولِ الذُّبياني: [من البسيط]
- عَيَّتْ جوابًا وما بالرَّبعِ من أحدٍ | إلا الأُواريُّ لايًا ما أُبَيِّنُها |