تدع مثقلةً} [فاطر: ١٨] أي إذا استغاثت نفس مثقلة بذنوبها نفسًا أخرى، كأمها وأبيها، إلى حمل ذنوبها لم تجب إلى ذلك. قوله:} دعواهم فيها سبحانك اللهم ﴿[يونس: ١٠]. قال ابن عباسٍ: إذا اشتهى أهل الجنة شيئًا قالوا: سبحانك اللهم، فيجيئهم ما يشتهون. فإذا طعموا مما آتاهم الله تعالى قالوا: الحمد لله رب العالمين؛ وذلك قوله:﴾ وآخر دعواهم ﴿[يونس: ١٠] الآية.
قوله:﴾
ولهم ما يدعون ﴿[يس: ٥٧] أي يتمنون، يقال: ادع علي ما شئتٍ. وقوله:﴾ هذا الذي كنتم به تدعون ﴿[الملك: ٢٧] أي تتمنون محبته، استهزاًء. وهو معنى قول من قال: تستبطئون. قوله:﴾ تدعو من أدبر {[المعارج: ١٧] قال ثعلب: تنادي الكافر باسمه، واستشهد بحديث ابن عباسٍ في ذلك وقال: يعذب بإجلاله. عن النضر بن شميل، عن الخليل قيل: إنه كان يعتقد أن جهنم لا تتكلم. وحكى الخليل عن أحد رجلين من العرب قال للآخر: دعاك الله، أي عذبك، وقيل: معناه أماتك ف لاحجة فيه.
وقيل: دعهم، فعلت الأفاعيل. والعرب تقول: دعانا غيث وقع بناحية كذا، أي كان سببًا في انتجاعنا؛ قال ذو الرمة: [من البسيط]

٤٩٤ - أمسى بوهبين مجتازًا لمرتعه من ذي الفوارس يدعو أنفه الريب
وقال أيضًا: [من الطويل]
٤٩٥ - دعت مية الأعداد واستبدلت بها خناطيل آجالٍ من العين خذل
وما دعاك إلى كذا، أي حملك عليه وجرك إليه.


الصفحة التالية
Icon