زاد المال ومثله نقص. وزدته فازداد، والأصل ازتيد، فقلت وأعل.
قوله: ﴿ونزداد كيل بعيرٍ﴾ [يوسف: ٦٥] كان قبل المطاوعة متعديًا لاثنين فنقص بالمطاوعة واحدًا إذ الأصل: زادنا كيل بعيرٍ فازداد. وقال الراغب: ﴿ونزداد كيل بعيرٍ﴾ نحو ازددت فضلًا، أي ازداد فضلي، فهو من باب ﴿سفه نفسه﴾ [البقرة: ١٣٠]. أي أنه مسندٌ في المعنى للمنصوب، إذ الأصل: ازداد كيل بعيرٍ، وسفهت نفسه، وهذا تفسير معنى الإعراب. والزيادة قد تكون مذمومةً كالزيادة على الكفاية إذا كانت مطغيةً.
وقوله: ﴿للذين أحسنوا الحسنى وزيادةٌ﴾ [يونس: ٢٦] هذه الزيادة كما صح في الأحاديث: النظر إلى وجه الله الكريم، قال الراغب: روي من طرق مختلفة أن هذه الزيادة النظر إلى وجه الله الكريم إشارة إلى إنعامٍ وأحوالٍ لا يمكن تصورها في الدنيا. قلت: قوله: إشارةً إلى آخره؛ كالتأويل للأحاديث وليس كما قال بل هو على حقيقته نظرًا يليق بجلاله الكريم لا كالمعهود في الدنيا.
قوله: ﴿وزاده بسطةً في العلم والجسم﴾ [البقرة: ٢٤٧] أي زاده وأعطاه من العلم والجسم قدرًا زائدًا على ما أعطى أهل زمانه. قوله: ﴿وتقول هل من مزيد﴾ [ق: ٣٠] يجوز أن يكون استدعاءً للزيادة، ويجوز أن يكون تنبيهًا أنها قد امتلأت، وحصل فيها ما ذكر تعالى في قوله: ﴿لأملأن جهنم من الجنة والناس أجمعين﴾ [هود: ١١٩]، ويقال: شرٌ زائدٌ وزيدٌ، كأنه وصف بالمصدر، قال الشاعر: [من البسيط]
٦٧٨ - وأنتم معشرٌ زيدٌ على مئةٍ | فأجمعوا كيدكم كلًا فكيدوني |