فمؤولٌ على أنها التامة، ولنا فيها كلامٌ أطول من هذا. قال الراغب: ولا يصح أن يقال: ما زال زيدٌ إلا عالمًا، كما يقال: ما كان زيدٌ إلا منطلقًا، لأن زال يقتضي معنى النفي إذ هو ضد الإثبات، وما ولا يقتضيان النفي، والنفي إذا اجتمعا اقتضيا الإثبات، وصار قولهم: (ما زال) يجري مجرى (كان) في كونه إثباتًا، فكما لا يقال: كان زيدٌ إلا قائمًا لا يقال: ما زال زيدٌ إلا قائمًا.
ويقال: زاله يزيله زيلًا أي مازه، ومنهم من قال: إن زيل قاصرٌ فإذا تعديته ضعف كقوله: ﴿فزيلنا بينهم﴾. ومن ثم اختلف في نصب زوالها من قوله.
٦٨٠ - زال زوالها....
فمن اعتقد تعديته نصبه على المفعول، ومن اعتقد قصوره نصبه على المصدر.
ز ي ن:
قوله تعالى: ﴿خذوا زينتكم﴾ [الأعراف: ٣١] الزينة هنا ما يواري العورة، وذلك أن الحمس، وهم قريشٌ، كانوا يطوفون عراةً ويقولون: لا نطوف في ثياب عضينا الله فيها. فأمروا بستر العورة. وقيل: هي أخذ ما يتزين به من ثياب وغيرها. وقال مجاهدٌ: ما وارى عوراتك ولو عباءة.
والزينة في الحقيقة: ما لا يشين الإنسان في شيء من أحواله، لا في الدنيا ولا في الآخرة، فأما ما يزينه في حالةٍ دون حالةٍ فهو من وجه شينٌ. والزينة بالقول المجمل: ثلاثٌ. زينةٌ نفسيةٌ كالعلم والاعتقادات الحسنة، وزينةٌ بدنيةٌ كالقوة وطول القامة، وزينةٌ خارجيةٌ كالمال والجاه. فقوله: ﴿وزينه في قلوبكم﴾ [الحجرات: ٧] وهو من الزينة النفسية. وقوله: ﴿من حرم زينة الله﴾ [الأعراف: ٣٢] أراد الزينة الخارجية. وقيل: هي الكرم المذكور في قوله تعالى: ﴿إن أكرمكم عند الله أتقاكم﴾ [الحجرات: ١٣].