قال تعالى: ﴿فيسحتكم بعذابٍ﴾ [طه: ٦١] قرئ بضم الياء من أسلحته، وبفتحها من سحته، أي يهلككم هلاك استئصالٍ.
فالسحت: ما يلزم صاحبه العار، كأنه يقشر دينه ومروءته. وقال الفرزدق: [من الطويل]

١٠٧ - وعض زمان يا بن مروان لم يدع من المال إلا مسحتًا أو مجلف
وقيل: سمي سحتًا لأنه يذهب البركة. وقيل: هو الذي لا خير فيه. وعندي أن هذه اختلافاتٌ في العبارة والمعنى واحدٌ. وفي الحديث: «لحم نبت من سحتٍ، النار أولى به» وقوله: «كسب الحجام سحتٌ» يريد أن يسحت المروءة لا الدين، ولذلك أذن له عليه الصلاة والسلام في إعلافه الناضح وإطعامه الأرقاء. ولو كان محظورًا لم يأذن فيه بوجهٍ.
س ح ر:
قوله تعالى: ﴿يعلمون الناس السحر﴾ [البقرة: ١٠٢] السحر على أضربٍ: ضربٍ بخداعٍ وتخييلات لا حقيقة لها، كما يفعله تعض المشعبذة من صرف الأبصار عن حقائق الأشياء كخفة يدٍ وسرعة صناعةٍ. قيل ومنه سحرة فرعون إذا جاء في التفسير أنهم جعلوا تحت العصي والحبال زئبقًا يمشيها. وعليه قوله تعالى: ﴿سحروا أعين الناس واسترهبوهم﴾ [الأعراف: ١١٦] ولذلك قال: ﴿يخيل إليه من سحرهم أنها تسعى﴾ [طه: ٦٦] وضربٍ باستجلاب معاونة الشياطين بأعمال يفعلونها يتقربون بها إلى الشياطين. وعليه قوله تعالى: {هل أنبئكم على من تنزل الشياطين تنزل على كل أفاكٍ


الصفحة التالية
Icon