٧٠٤ - ترقى وتطعن في الجمام وتنتحي | ورد الحمام إذا أجد حمامها |
فصل السين والخاء
س خ ر:
قوله: ﴿وسخر لكم ما في السموات﴾ [الجاثية: ١٣] التسخير: التهيئة. وقيل: هو سياقة الشيء إلى الغرض المختص به. فهذا قوله: ﴿فاتخذتموهم سخريًا﴾ [المؤمنون: ١١٠] قرئ بالضم والكسر؛ فقيل: هما بمعنى. والمعنى أنكم تستهزئون بهم، يدل عليه ما بعده وهو قوله: ﴿وكنتم منهم تضحكون﴾. وقيل: تستخدمونهم وتستهزئون بهم. وقيل: المضموم من الخدمة، والمكسور من الهمز والسخرية، ولذلك لم يختلف السبعة في ضم ما في «الزخرف» [الزخرف: ٣٢]. ورجلٌ سخرةٌ: إذا كان يكثر السخرية بغيره، وسخرةٌ إذا كان يسخر منه، نحو ضُحْكة وضُحَكةَ.
قوله: ﴿والنجوم مسخرات﴾ [الأعراف: ٥٤] أي جاريةٌ لمنافعكم. قوله: ﴿وسخر الشمس والقمر﴾ [الرعد: ٢] أي قهرهما. وفي ذلك تنبيهٌ على الردٌ على عبدة الكواكب والنيرين، إذ لو كانوا مما يصلح للعبادة لم يقهروا ويسخروا، وهو معنى حسنٌ بديعٌ. قوله: ﴿وإذا رأوا آية يستسخرون﴾ [الصافات: ١٤] أي يسخرون. فالاستفعال بمعنى المجرد، كقولك: عجب واستعجب وتعجب؛ كله بمعنى واحدٍ، وفيه كلامٌ ليس هذا موضعه.
وقوله: ﴿إن تسخروا منا فإنا نسخر منكم كما تسخرون﴾ [هود: ٣٨] أي نستجهلكم كما تستجهلون، أو يكون من باب المقابلة، فتكون السخرية حقيقةً فيهم.