٧٢٨ - وإن شفائي عبرةٌ إن سفحتها | وهل عند رسمٍ دارسٍ من معول؟ |
س ف ر:
قوله تعالى: ﴿بين أسفارنا﴾ [سبأ: ١٩]. الأسفار: جمع سفر. والسفر: الرحيل من مكان إلى مكان. وأصله الكشف. قيل: لأنه يسفر عن أخلاق الرجال، ويختص ذلك بالأعيان نحو: سفر العمامة والخمار عن الوجه. وسفر البيت: كنسه بالمسفر وهو المكنسة، لأنه أزال السفير عنه. والسفير: التراب المكنوس.
والأسفار: ظهور ضوء النهار. ومنه قوله تعالى: ﴿والصبح إذا أسفر﴾ [المدثر: ٣٤] وذاك لكشفه الظلمة. وقال الراغب: الإسفار يختص باللون، ومنه: ﴿إذا أسفر﴾ أشرق ضوءه. ومنه قوله تعالى: ﴿وجوه يومئذٍ مسفرةٌ﴾ [عبس: ٣٨] منه. وفي الحديث: «أسفروا بالصبح تؤجروا» أي تبينوه، وقيل: من قولهم: «أسفرت» أي دخلت فيه نحو: أصبحت. وسفر الرجل فهو سافرٌ. والجمع سفرٌ، نحو راكب! وركب. وسافر فاعل، بمعنى فعيل. وقيل على بابه اعتبارًا بأن الإنسان قد سفر عن المكان وأن المكان قد سفر عنه.
والسفر: الكتاب لأنه يسفر عن الحقائق، وجمعه أسفار كقوله تعالى: ﴿يحمل أسفارًا﴾ [الجمعة: ٥] وإنما أتى بالأسفار هنا تنبيهًا أن التوراة وإن كانت تحقق ما فيها فالجاهل لا يكاد يستيقنها كالحمار الحامل لها. قوله تعالى: ﴿بأيدي سفرة﴾ [عبس: ١٥] هم الملائكة الموصوفون بقوله تعالى: ﴿كرامً كاتبين﴾ [الانفطار: ١١]. وهم جمع سافرٍ نحو كتبةٍ في جمع كاتبٍ. والسفير يطلق باعتبارين: أحدهما بمعنى