أدل في القلة ودلي في الكثرة والأصل: أدلو ودلو؛ فاعل كما ترى. ويجوز في دال دلي الضم والكسر نحو عصي. قوله:} فدلاهما ﴿[الأعراف: ٢٢] أي أهبطهما من السماء إلى الأرض وأطمعهما. قال الأزهري: أصله أن يتدلى الرجل في البئر ليروى من عطشه فلا يجد فيها ماًء، فهذا تدليه بغرورٍ أي بخديعةٍ، ثم جعل هذا مثلاً في الدنو من كل شيءٍ لا يجدي نفعًا. وقيل: قربهما من المعصية بغرور إياهما. وقيل: الأصل فدللهما، من الدال والدالة: وهو الجرأة من تدلل المرأة كما تقدم قاله الهروي. قلت: فأبدلت اللام الأخيرة حرف علة لتوالى الأمثال نحو: تطيبت ودساها كما مر.
قوله:﴾ فتدلى ﴿[النجم: ٨] أي قرب. والتدلي والدنو متقاربان إلا أن التدلي من علو إلى سفلٍ، والدنو أعم. فمن جمع بينهما في قوله:﴾ دنا فتدلى ﴿فالمراد جبريلٍ. قوله:﴾ وتدلوا بها إلى الحكام ﴿[البقرة: ١٨٨] أي تقطعوها، وعبر عنها بالإدلاء تشبهًا بإرسال الدلو. وحذف النون يجوز أن يكون لكونه مجزومًا عطف على النهي، ألا ولا تدلوا. أو منصوبًا بعد واو مع جوابه أي لا تجمعوا بين هذا وهذا، وقد حققناه في غير هذا. والمعنى لا تعطوا الحكام الرشوة ليغيروا حكم الله فإن حكمهم لا يحرم حلالاً ولا يحلل حرامًا. وقال عمر في استسقائه: "وقد دلونا به" أي بالعباس، أي توسلنا وهتفنا، وهو من الدلو. وفي الحديث: "الدوالي" هي جمع دالية وهي قنو البسر يعلق في البيت. والأصل: دالوت ودلوت الدابة.
قال الشاعر: [من الرجز]٥٠٣ - لا تنزعاها وادلواها دلوا إن مع اليوم أخاه غدوا
فصل الدال والميم
د م ر:
قوله تعالى:﴾ ودمرنا {[الأعراف: ١٣٧] أي أهلكنا. وأصل التدمير إدخال