المتقدم يرد هذا. والسماوة: الشخص العالي. قال: [من الرجز]
٧٥٧ - سماوة الهلال حتى احقوقفا
قوله: ﴿ما تعبدون من دونه إلا أسماء سميتموها﴾ [يوسف: ٤٠] يعني أن الأسماء التي تذكرونها ليس لها مسميات، وإنما هي أسماء لا حقائق لها؛ إذ كان حقيقة ما يعتقدون في الأصنام بحسب تلك الأسماء غير موجود فيها. وقوله تعالى: ﴿وجعلوا لله شركاء قل سموهم﴾ [الرعد: ٣٣]. ليس المعنى: اذكروا أساميها فقولوا: اللات والعزى وهبل ونحو ذلك، وإنما المعنى أظهروا حقيقة ما تدعون فيها من الإلهية، وإنكم هل تجدون تحقيق ذلك فيها؟ ولهذا قال بعده: ﴿أم تنبئونه بما لا يعلم أم بظاهر من القول﴾ [الرعد: ٣٣]. قوله تعالى: ﴿تبارك اسم ربك﴾ [الرحمن: ٧٨] أي يتزايد خيره وإنعامه. والمعنى أن البركة والنعمة الفائضة في صفاته إذا اعتبرت، وذلك نحو الكريم العالم الرحمن الرحيم. وقوله: ﴿هل تعلم له سميًا﴾ [مريم: ٦٥] أي نظيرًا له يستحق اسمه، وموصوفًا يستحق صفاته على التحقيق. وليس معنى: هل تجد من تسم باسمه، إذ كان كثيرٌ من أسمائه قد يطلق على غيره، ولكن معناه ليس إذا استعمل فيه كان معناه إذا استعمل في غيره.
فصل السين والنون
س ن م:
قوله تعالى: ﴿ومزاجه من تسنيم﴾ [المطففين: ٢٧] قيل: هو عينٌ في الجنة رفيع القدر. وبه فسر قوله تعالى: ﴿عينًا يشرب به عباد الله﴾ [الإنسان: ٦] و ﴿عينًا يشرب بها المقربون﴾ [المطففين: ٢٧]. وقيل: معناه من ماءٍ متسنمٍ، أي عنيًا تأتيهم من علو تتسنم عليهم من الغرف. والتسنيم: العلو. وقال الفراء: أراد من ماء سنمٍ؛ سنم عينًا في عينين. قال: وتسنيمٌ معرفةٌ وإن كان اسمًا للماء وعينًا نكرة فخرجتا نصبًا. وفي حديث لقمان بن عاد: «كان يهب المئة السنمة» أي العظيمة السنام.