اجعلها عليهم سنينًا كسني يوسف» وقول الآخر: [من الطويل]
٧٥٨ - دعاني من نجدٍ فإن سنينه | لعبن بنا شيبًا وشيبننا مردا |
فمن ثم لم تحذف نونه للإضافة. وتحقيق العبارة فيه أنه جمع تكسير جرى مجرى الصحيح. ولنا فيه كلامٌ مشبعٌ في غير هذا. قوله:
﴿لم يتسنه﴾ [البقرة: ٢٥٩] وقيل: هو من لفظة السنة على اللغة الأولى، والمعنى: لم يتغير بمر السنين عليه ولم تذهب طراوته. وقيل: من الثانية، والهاء للسكت. وغلبت السنة في الحول المجدب، والعام في المخصب. ولذلك قال:
﴿ولقد أخذنا آل فرعون بالسنين﴾ [الأعراف: ١٣٠]. وقال:
﴿ثم يأتي من بعد ذلك عامٌ فيه يغاث الناس في يعصرون﴾ [يوسف: ٤٩]. وفي حديث عمر:
«كان لا يجيز نكاح عام السنة»، ويقول: الضيقة تحملهم أن ينكحوا غير الأكفاء. و:
«كان لا يقطع في عام السنة» يعني لشدة الضيق. وقيل: أسنت القوم، أي أصابتهم السنة، وليس من هذه المادة؛ لأن التاء أصلٌ. وفي الحديث:
«كان القوم مسنتين» وروي: مشتين أي داخلين في الشتاء؛ وليس بمحفوظٍ. فيجوز أن يكون قد صحف. وقال آخر: [من الكامل]
٧٥٩ - عمرو الذي هشم الثريد لقومه | ورجال مكة مسنتون عجاف |
وأما قوله تعالى:
﴿لا تأخذه سنةٌ ولا نومٌ﴾ [البقرة: ٢٥٥] فمن الوسن، وسيأتي إن شاء الله تعالى. وليس من هذه المادة.
س ن و:
قوله تعالى:
﴿يكاد سنا برقه﴾ [النور: ٤٣] السنا بالقصر: الضوء الساطع،