ومنه قوله تعالى: ﴿سيئت وجوه الذين كفروا﴾ [الملك: ٢٧]؛ إذ لا يبنى للمفعول على التمام إلا المتعدي.
وتقول: ساءني كذا، وسرني كذا. وقال تعالى: ﴿إن تصبك حسنةٌ تسؤهم﴾ [التوبة: ٥٠]. قوله تعالى: ﴿إنما يأمركم بالسوء﴾ [البقرة: ١٦٩] يريد: بما تسيئهم عاقبته في الآخرة. والسوءة: العورة، لأنها تسوء من ينظرها، أو تسيء من تظهر منه لاستكراه ذلك طبعًا. وقوله تعالى: ﴿فبعث الله غرابًا يبحث في الأرض ليريه كيف يواري سوءة أخيه﴾ [المائدة: ٣١] يريد: ما ساءه فيها وهي رمته حين أنتن. وقوله: ﴿ثم كان عاقبة الذين أساؤوا السوأى﴾ [الروم: ١٠] فأساؤوا بمعنى أشركوا. السوأى: النار، إذا لم تجعلها مصدرًا لأساء.
قوله تعالى: ﴿ويخافون سوء الحساب﴾ [الرعد: ٢١] هو أن لا تقبل لهم حسنةٌ ولا تغفر لهم سيئةٌ. وقوله: ﴿ثم بدلنا مكان السيئة الحسنة﴾ [الأعراف: ٩٥] أي مكان الجدب، والحسنة: الحيا. قوله: ﴿ويستعجلونك بالسيئة قبل الحسنة﴾ [الرعد: ٦] أي بالعذاب، كقوله: ﴿وأمطرنا عليها حجارةً﴾ [هود: ٨٢]. وقوله تعالى: ﴿سيئت وجوه الذين كفروا﴾ [الملك: ٢٧] إنما بني الفعل مسندًا إلى الوجوه تبنيهًا أنهم ساءهم ذلك حتى تبين أثره في وجوههم. قوله تعالى: ﴿كل ذلك كان سيئه عند ربك مكروهًا﴾ [الإسراء: ٣٨] قرئ «سيئه» و «سيئةً». فالأولى بمعنى كان جمع المنهيات والثانية أن الإشارة إلى كل ما تقدم، وفيه سيءٌ وغير سيءٍ. وقوله: ﴿سيء بهم وضاق بهم﴾ [هود: ٧٧] أي حل بهم ما يسوءهم. قوله: ﴿دائرة السوء﴾ [التوبة: ٩٨] قرئ بالضم والفتح. أي أحاط بهم السوء إحاطة الدائرة بالشيء، فلا انفلات لهم منه. ولنا فيه


الصفحة التالية
Icon