واللسان. والسائح: هو الذي يصوم هذا الصوم دون الأول. وقال غيره: وجه ذلك أن الذي يسيح في الأرض متعبدًا يسيح ولا زاد له، فحين يجد يطعم. والصائم يمضي نهاره ولا يطعم شيئًا، فشبه به. وإلى هذا نحا الهروي.
وقيل: المعنى بالسائحين: الذين يتحرون ما اقتضاه قوله تعالى: ﴿أفلم يسيروا في الأرض فتكون لهم قلوبٌ يعقلون بها﴾ [الحج: ٤٦].
والساحة: المكان الواسع، ومنه ساحة الدار؛ قال تعالى: ﴿فإذا نزل بساحتهم﴾ [الصافات: ١٧٧] أي بدارهم ومستقرهم. والسائح: الماء الدائم الجرية في الساحة. وساح فلانٌ: مر مرور الماء السائح. ويقال: سايحٌ وسياحٌ.
س ي ر:
قوله تعالى: ﴿أفلم يسيروا في الأرض﴾ [يوسف: ١٠٩] السير: المضي في الأرض. قال تعالى: ﴿وسار بأهله﴾ [القصص: ٢٩] أي مضى. قال الراغب: يقال: سرت بفلانٍ وسيرته على التكثير. ومن الأول: ﴿قل سيروا في الأرض﴾ [الأنعام: ١١]. ومن الثاني: ﴿وسار بأهله﴾ [القصص: ٢٩] ولم يجيء في القرآن القسم الثالث. ومن الرابع: ﴿وسيرت الجبال﴾ [النبأ: ٢٠]، وقوله: ﴿أفلم يسيروا في الأرض﴾. قيل: هو حث على السير بالجسم. وقيل: هو حث على إجالة الفكر ومراعاة أحواله. ويؤيده الحديث في وصف الأولياء: «أبدانهم في الأرض سائرةٌ وقلوبهم في الملكوت جائلةٌ». ومنهم من حمله على الاجتهاد في العبادة الموصلة إلى نيل الثواب الأخروي. وعليه حمل قوله عليه الصلاة والسلام: «سافروا تغنموا».
قوله: ﴿سنعيدها سيرتها الأولى﴾ [طه: ٢١] أي حالتها: والسيرة: الحالة التي يكون عليها الإنسان وغيره غريزة كانت أو اكتسابًا. فالمعنى: إلى حالها التي كانت عليه من العودية والحسية. والتسيير ضربان: تسخيرٌ، كقوله: ﴿وسيرت الجبال﴾ واختيارٌ،


الصفحة التالية
Icon