فصل الشين والراء
[ش ر ب]
قوله تعالى: ﴿فشربوا منه﴾ [البقرة: ٢٤٩] الشرب: تناول كل مائع بالفم من ماءٍ وغيره، قوله تعالى: ﴿وأشربوا في قلوبهم العجل﴾ [البقرة: ٩٣] أي تمكن حبه من قلوبهم تمكنًا بمنزلة من شرب ماء فدخل جوفه قوله تعالى: ﴿فشاربون شرب الهيم﴾ [الواقعة: ٥٥] قرئ بالضم والفتح على أنهما مصدران لشربٍ وفيه لغة ثالثة «شرب» بالكسر. يقال: شربت الماء شربًا وشربا ﴿والمعروف أن المضموم مصدر والمفتوح جمع شاربٍ كقول النابغة الذبياني: [من البسيط]
٧٨٨ - كأنه خارجًا من جنب صفحته... سفود شربٍ نسوه عند مفتأد
والمكسور: الحظ والنصيب؛ ومنه: {هذه ناقلة لها شرب ولكم شرب يومٍ معلومٍ﴾ [الشعراء: ١٥٥] والشراب: ما يشرب قوله تعالى: ﴿قد علم كل أناسٍ مشربهم﴾ [البقرة: ٦٠] الظاهر أنه مكان الشراب، ويضعف كونه زمانًا أو مصدرًا وجمعه مشارب. قال تعالى: ﴿ولهم فيها منافع ومشارب﴾ [يس: ٧٣] فهذا جمع مشرب، المراد به المصدر.
والشارب: الشعر الذي على الشفة العليا، وهو أيضًا عرق في باطن الحلق؛ سمي بذلك تصورًا بصورة فاعل الشراب. وقوله: ﴿وأشربوا في قلوبهم العجل﴾ [أي تمكن حبه من قلوبهم تمكنًا بمنزلة من شرب ماءً فوصل إليه وخالطه وقيل: هو على حذف مضافٍ أي حب العجل. وأنشد للنابغة الجعدي: [من المتقارب]
٧٨٩ - فكيف تواصل من أصبحت... خلالته كأبي مرحب؟
أي كخلالة ابن مرحب.
وقال ابن عرفة: يقال: أشرب قلبه محبة كذا، أي حل محل الشراب وقيل: هو من