أي عمهن الهزال.
ش ر و:
قوله تعالى: ﴿وشروه بثمنٍ بخسٍ﴾ [يوسف: ٢٠] قيل: معناه باعوه؛ على أن الضمير المرفوع لإخوة يوسف. وقيل: هو على بابه بمعنى اشتروه؛ على أن الضمير لأهل السيارة. وقال بعضهم: الشراء والبيع متلازمان؛ فالمشتري دافع الثمن وآخذ الثمن هذا إذا كانت المبايعة والمشاراة تقاضٍ وسلعة فأما إذا كانت بيع سلعةٍ بسلعةٍ، صح أن يتصور كل واحدٍ منهما في موضع لآخر إلا أن شريت بمعنى بعت أكثر، وابتعت بمعنى اشتريت أكثر قال تعالى: ﴿وشروه﴾ أي باعوه. قال ويجوز الشراء والاشتراء في كل ما يحصل به شيء نحو: ﴿أولئك الذين اشتروا الضلالة بالهدى﴾ [البقرة: ١٦].
قلت: هذا من الاستعارة التمثيلية أو التخييلية، ورشح ذلك بقوله: ﴿فما ربحت تجارتهم﴾ [البقرة: ١٦] وبالغ فيها حيث أسند عدم الرحب لنفس التجارة، والمراد بابها وقد حققنا هذا في غير هذا الموضع قوله: ﴿إنه الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة يقاتلون في سبيل الله﴾ [التوبة: ١١١] فذكر الثمن وهو قوله: ﴿بأن لهم الجنة﴾ وقال الراغب: فذكر ما اشتري به وهو قوله: ﴿يقاتلون﴾ وفيه نظر واضح؛ إذ المشترى به على مجازٍ قوله: ﴿بأن لهم الجنة﴾ وأما ﴿يقاتلون﴾ فهو في الحقيقة المرادة بهذا الكلام المبيع، وقال الهروي: إن شريت من الأضداد؛ يعني أن يكون بمعنى بعت وبمعنى اشتريت.
قوله: ﴿ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضاة الله﴾ [البقرة: ٢٠٧] أي يبيعها وفي الحديث: «كان لا يشاري ولا يماري» قيل: لا يشاري: لا يلاج وقال ابن عرفة: أصله لا يشارر من الشر، فأبدل وفي حديث أم زرعٍ: «وركب شريًا» أي فرسًا يستشري في عدوه أي يلج وشرى الرجل أي استشرى، أي جد في الشر ولج فيه وفي الشراء لغتان: المد والقصر، والأكثر أن تدخل الياء على ما هو ثمن، إن كان الثمن