له أخرى أحسن منها: لو كنت مسلمًا وقتلت كنت لك. فترك صفهم وجاء لصف المسلمين، فابتدروه ليقتلوه فأشار إليهم فأمسكوا عنه حتى قص قصته. ثم لم يزل يقاتل قومه ويقاتلونه حتى قتل رحمه الله. فأخذ ودفن هناك. فمن ثم يزار. فهذا معنى قول من قال: إنهم يشاهدون في تلك الحالة ما أعد لهم. وقيل: لأنهم عند الله- أي عند حياته- كقوله تعالى: ﴿والشهداء عند ربهم لهم أجرهم﴾ [الحديد: ١٩] فبين جهة العندية.
قوله تعالى: ﴿تبغونها عوجًا وأنتم شهداء﴾ [آل عمران: ٩٩] أي نبوة محمدٍ ﷺ قوله تعالى: ﴿إن قرآن الفجر كان مشهودًا﴾ [الإسراء: ٧٨] أي تشهده ملائكة الليل وملائكة النهار، أي تحضره، وقيل: معناه أن صاحبه يشهد الشفاء والرحمة المشار إليهما بقوله: ﴿وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين﴾ [الإسراء ٨٢] والتوفيق والسكينات والأرواح. قوله تعالى: ﴿وادعوا شهداءكم﴾ [البقرة: ٢٣] قال ابن عباسٍ: معناه أعوانكم. وقال مجاهد: الذين يشهدون لكم. وقال بعض أهل العلم: معناه من يعتد بحضوره عكس من قيل في حقهم: [من البسيط]
٨٣٢ - مخلفون ويقضي الله أمرهم | وهم بغيب وفي عمياء ما شعروا |