ويقال: رجل أشيب، وامرأة شيباء، والجمع فيهما شيب، نحو: أحمر وحمراء وحمر. قال الشاعر: [من البسيط]

٨٤٣ - منا الذي هو ما إن طر شاربه والعانسون ومنا المرد والشيب
وقد ذكرنا وجوه المبالغة في قوله: ﴿اشتعل الرأس شيبًا﴾ ولله الحمد. والأصل شيبا بضم الفاء، فكسرت لتصح الياء. وقد يكون إسراع الشيب من برودة المزاج ورطوبته. وكذلك اسودادًا شعور أهل الأقاليم الحارة دون غيرهم.
قوله تعالى: ﴿ضعفًا وشيبةً﴾ [الروم: ٥٤] بمعنى الشيخوخة. وفي بعض التفاسير في قوله تعالى: ﴿وجاءكم النذير﴾ [فاطر: ٣٧] إنه الشيب. وقد تطيرت منه الناس تطيرًا كثيرًا وقالوا فيه ما لا يحصى حتى قال بعضهم: [من الخفيف]
٨٤٤ - لو رأى الله أن في الشيب خيرًا جاورته الأبرار في الخلد شيبا
وقد أخطأ قائل ذلك. وحتى قال المتنبي: [من البسيط]
٨٤٥ - ضيف ألم برأسي غير محتشم السيف أحسن فعلاً منه باللمم
ولذلك رغب الشارع فيه، وأزال النفرة منه. وسماه الله وقارًا فيما قاله لخليله إبراهيم -عليه السلام- حتى قال: "يا رب زدني وقارًا". ويعبر به عن الشدة. وعلى ذلك قولهم: باتت المرأة بليلة شيباء، إذا اتفضت. وبليلةٍ حرة إذا لم تفتض. ثم قيل: باتوا بليلةٍ شيباء، أي في شدةٍ. ويوم أشيب، أي شديد. قال الشاعر:
٨٤٦ - ذا كواكب أشيبا
ش ي خ:
قوله تعالى: ﴿ثم لتكونوا شيوخًا﴾ [غافر: ٦٧] هو جمع شيخ. والشيخ: من


الصفحة التالية
Icon