ليس كذلك. وقيل: الصبر أن يحبس، أي يوقف وهو ينظر لنفسه فيقتل، وهو أشد القتلات. ولذلك نهى عن القتل صبرًا، أي تؤخذ ذاته فيرمى عرضًا. وقد قتل النبي ﷺ بعض الكفار صبرًا لمصلحةٍ، ومنهم النضر القائلة أخته قتيلة في شعرٍ: [من الكامل]
٨٥٩ - صبرًا يقاد إلى المنية متعبًا.....
ص ب ع:
قوله تعالى: ﴿يجعلون أصابعهم﴾ [البقرة: ١٩] الأصابع جمع إصبع، هذا العضو المعروف. وفيه عشر لغاتٍ؛ تثليث الهمزة، مع تثليث الباء، والعاشرة أصبوع. وصبعته: أصبت وهي مؤنثة. وعليه قوله: [من الرجز]
٨٦٠ - هل أنت إلا إصبع دميت | وفي سبيل الله ما لقيت |
قوله تعالى: ﴿صبغة الله﴾ [البقرة: ١٣٨] أي دين الإسلام، استعار له هذا الاسم إشعارًا بأن الله تعالى هو الذي يفعل ذلك، وكما يفعل الصباغ في الثوب المصبوغ. وقصد تعالى بذلك المشاكلة، وذلك أن النصارى كانوا إذا ولد لهم ولد غمسوه في ماء المعمودية، ويقولون: الآن صار نصرانيًا. ويقولون: قد انصبغ بالنصرانية. فقال تعالى ذلك مقابلةً لقولهم. ويقرب منه قول الآخر: [من الكامل]