ثم اتسع فجعل كل تغيير لفطٍ بما يقرب منه تصحيفًأ. وقد وقع ذلك لجماعةٍ من العلماء، حتى يحكى أن حمادًا قرأ: ﴿بل الذين كفروا في عزةٍ﴾ [ص: ٢] ﴿أصيب من أشاء﴾ [الأعراف: ١٥٦] ﴿شأن يغنيه﴾ [عبس: ٣٧]، وفي ذلك تصانيف.
وقوله: ﴿صحفًا مطهرة فيها كتب﴾ إشارة إلى ماتضمنه القرآن الكريم من الزيادة التي ليست في غيره من كتب الله تعالى. والصحفة: مثل قصعةٍ عريضةٍ؛ خاطبهم الله تعالى بما يألفون، فقال: ﴿يطاف عليهم بصحاف من ذهبٍ﴾ [الزخرف: ٧١].

فصل الصاد والخاء


ص خ خ:
قوله تعالى: ﴿فإذا جاءت الصاخة﴾ [عبس: ٣٣] هي القيامة. سميت بذلك لأنها ذات أهوال. وأصله من صخ يصخ فهو صاخ، أي صاخ صياخًأ مقطعًا يقطع قلب سامعه. فالصيخ شدة صوت ذي النطق. فالصاخة هي التي تصخ الأسماع، أي تصمها حسبما أشير إليه بقوله تعالى: ﴿يوم ينفخ في الصور﴾ [الأعراف: ٧٣].
ص خ ر:
قوله تعالى: ﴿الذين جابوا الصخر بالواد﴾ [الفجر: ٩]. جابوا أي قطعوا. والصخر: الحجر الصلب، أشار إلى قوله تعالى: ﴿وتنحتون من الجبال بيوتًا﴾ [الشعراء: ١٤٩]. وصخر: علم لرجلٍ مشهورٍ أخو الخنساء الذي تقول فيه: [من البسيط]
٦٨٤ - وإن صخرًا لتأتم الهداة به كأنه علم في رأسه نار

فصل الصاد والدال


ص د د:
قوله تعالى: ﴿ويصدون عن سبيل الله﴾ [الأنفال: ٤٧] الصد: المنع، مأخوذ من


الصفحة التالية
Icon